الأمريكيين المفرج عنهم يغادرون الدوحة باتّجاه واشنطن – فيديو

السياسي – غادر خمسة أمريكيين أفرجت عنهم السلطات الإيرانية، الإثنين، بموجب اتفاق شمل الإفراج عن عائدات نفطية مجمّدة، الدوحة باتّجاه واشنطن، وفق ما أفاد مصدر مطلع.

وقال المصدر شرط عدم الكشف عن هويته “غادر جميع الأمريكيين الخمسة الذين كانوا معتقلين في إيران الدوحة باتّجاه واشنطن”.

ووصل الأمريكيون الخمسة إلى الدوحة، في وقت سابق الإثنين، على متن طائرة قطرية أقلتهم من طهران في إطار تبادل للسجناء يشمل أيضا الإفراج عن خمسة إيرانيين محتجزين لدى الولايات المتحدة وذلك بفضل اتفاق توسطت فيه الدوحة وشمل أيضا الإفراج عن ستة مليارات دولار من أموال طهران.

وأطلق الإفراج عن الأموال عملية تبادل للسجناء جرى الاتفاق عليها بعد محادثات استغرقت شهورا بين البلدين اللذين تتوتر علاقتهما بسبب طموحات طهران النووية ومجموعة من المشكلات الأخرى.

وفي المقابل،  أطلقت الولايات المتحدة سراح خمسة إيرانيين محتجزين لديها.

وذكرت قناة (برس تي في) الإيرانية أن مواطنين إيرانيين أطلق سراحهما وصلا إلى طهران اليوم الإثنين.

وكان الاثنان وصلا إلى قطر أولا قادمين من الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في وقت سابق إن اثنين سيعودان لإيران بينما سيبقى اثنان في الولايات المتحدة بناء على طلبهما وسينضم الخامس لأسرته في دولة ثالثة.

وذكر المتحدث أن الأموال، التي كانت مجمدة في كوريا الجنوبية بعد تشديد الولايات المتحدة العقوبات على إيران في 2018، ستكون في حوزة إيران اليوم الاثنين. وستتأكد قطر بموجب الاتفاق من إنفاق تلك الأموال على المواد الإنسانية.

بايدن: سنستمر في فرض العقوبات

وفي دلالة على رغبة بايدن في استمرار الموقف المتشدد تجاه إيران وتقليل الانتقادات الموجهة له من الجمهوريين، أعلن الرئيس المنتمي للحزب الديمقراطي فرض عقوبات أمريكية على الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد ووزارة الاستخبارات الإيرانية “لضلوعهما في حالات احتجاز غير مشروعة”.

وتعهّد بايدن “الاستمرار في فرض عقوبات على إيران بسبب أعمالها الاستفزازية في المنطقة”.

وقال “عاد أخيرا خمسة أمريكيين أبرياء كانوا محتجزين في إيران إلى الوطن”، و”سيلتم شملهم قريبا مع أحبائهم بعد سنوات من الألم وعدم اليقين والمعاناة”.

وشكر الرئيس الأمريكي الحكومات التي شاركت في المفاوضات وهي قطر وعُمان وسويسرا وكوريا الجنوبية لعملها “الدؤوب” إلى جانب الأمريكيين من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق مع إيران.

كذلك، أعرب بايدن عن امتنانه “الخاص” لأمير قطر وسلطان عمان “اللذين ساعدا في التفاوض على هذا الاتفاق”.

وأشار إلى أن “لم شمل الأمركييين المحتجزين بشكل غير قانوني في الخارج مع عائلاتهم كان أولوية لحكومتي منذ اليوم الأول”، قائلا إنه أعاد “العشرات من مواطنيه”.

بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه تحدث إلى الأمريكيين الخمسة قبل أن يغادروها إلى الدوحة.

وقال للصحافيين “أستطيع أن أقول لكم إنها كانت محادثة مشحونة بالعواطف بالنسبة لهم ولي أيضا”.

وأضاف وزير الخارجية أن مواطني بلاده “أصبحوا في طريقهم إلى الوطن”.

وأوضح في منشور على منصة “إكس”: أن “عماد شرقي وسياماك نامازي ومراد طهباز واثنين أمريكيين آخرين (لم يذكر اسمهما) غادروا إيران، وهم في طريقهم إلى الوطن، بعد معاناة بعضهم لعدة سنوات من قسوة لا توصف كسجناء لدى النظام الإيراني”.

وأضاف: “ليس لدينا أولوية أعلى من إعادة الأمريكيين المحتجزين ظلما إلى وطنهم”.

“عمل إنساني بحت”

بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لمجموعة من الصحافيين عقب وصوله إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة “كان ذلك عملا إنسانيا بحتا… ويمكن بالتأكيد أن يكون خطوة يتسنى على أساسها اتخاذ إجراءات إنسانية أخرى في المستقبل”.

“الدوحة شريك دولي موثوق”

من جهته، قال محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن “تنفيذ الاتفاق له دلالة على مكانة قطر كشريك دولي موثوق به ويمثل نجاحا جديدا يضاف لنجاحات الدبلوماسية القطرية”، معربا عن أمل بلاده أن “يفضي التنفيذ الكامل للاتفاق بين واشنطن وطهران لتفاهمات أكبر تشمل العودة تشمل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وأضاف الخليفي “تم تحويل الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا للدوحة كجزء من تنفيذ الاتفاق بين أمريكا وإيران”، مؤكدا أن “دولة قطر ستبدأ في تفعيل القناة المصرفية الإنسانية”.

وجدد، في ختام تصريحه، التأكيد على التزام دولة قطر بدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكان مصدر أشار إلى أن الدوحة استضافت ما لا يقل عن ثماني جولات من المحادثات شارك فيها مفاوضون إيرانيون وأمريكيون أقاموا في فنادق منفصلة وتحدثوا عبر وسطاء قطريين.

 دور قطر في المراقبة

بموجب الاتفاق، وافقت الدوحة على مراقبة طريقة إنفاق إيران للأموال لضمان أنها ستوجه لشراء السلع الإنسانية غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء.

وأثار تحويل الأموال الإيرانية انتقادات من الجمهوريين الأمريكيين الذين يقولون إن الرئيس الديمقراطي جو بايدن يدفع في الواقع فدية للمواطنين الأمريكيين، بينما دافع البيت الأبيض عن الاتفاق.

ومن بين الأمريكيين مزدوجي الجنسية الذين أفرج عنهم بموجب الاتفاق سياماك نمازي (51 عاما) وعماد شرقي (59 عاما) وهما من رجال الأعمال بالإضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاما) الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا. وأخرجتهم السلطات الإيرانية من السجن ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية الشهر الماضي.

وأشاد سياماك نمازي برئيس بلاده جو بايدن لتجاوزه التداعيات السياسية والمضي قدما في عملية تبادل السجناء مع طهران.

وأكد نمازي في بيان “أعرب عن امتناني العميق إلى الرئيس بايدن وإدارته للقرارات الصعبة التي اضطرا لاتخاذها”، مضيفا “شكرا الرئيس بايدن لوضع حياة مواطنين أمريكيين قبل السياسة”.

وقال مسؤولون إيرانيون إن الإيرانيين الخمسة الذين أطلقت الولايات المتحدة سراحهم هم مهرداد معين أنصاري وقمبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور كفراني وأمين حسن زاده وكاوه أفراسيابى. وقال مسؤولان إيرانيان من قبل إن أفراسيابى سيبقى في الولايات المتحدة.

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق المنتمي للحزب الجمهوري، في عام 2018 من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية. ولم ينل التوصل إلى اتفاق نووي آخر سوى القليل من الاهتمام منذ ذلك الحين إذ يستعد بايدن لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2024.

وفي أول خطوة لتنفيذ الاتفاق، طبقت واشنطن إعفاء مؤقتا من عقوبات للسماح بتحويل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر. وجمدت كوريا الجنوبية، وهي واحدة من أكبر المشترين لنفط إيران، الأموال عندما فرضت واشنطن عقوبات مالية قاسية على طهران وبالتالي لم يتسن تحويلها.

(وكالات)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى