السياسي -وكالات
مع مدة فاصلة لا تزيد عن شهرين على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تتطلع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، إلى تكثيف حملاتهما الانتخابية في الولايات المتأرجحة في أنحاء الولايات المتحدة.
وكتب إيوان بالمر في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن سباق نوفمبر (تشرين الثاني)، سيكون بمثابة معركة أخرى متقاربة بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري، مما يعني أن كل صوت في الولايات التي تمثل ساحة معركة رئيسية، يمكن أن يكون حاسماً في تحديد الفائز.
استطلاعات
وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات التي تشهد تنافساً شديداً، أن الاقتصاد يشكل الموضوع الساخن الأول في تحديد كيفية التصويت.
وربما هذا ليس مفاجئاً. وعادة ما يعتبر الاقتصاد القضية الانتخابية الرئيسية بالنسبة للناخبين، ويأتي هذا السباق، بعد ارتفاع قياسي لم تشهده أمريكا منذ عقود، في أسعار الغاز ومستويات التضخم، خلال رئاسة جو بايدن.
والقضية الأخرى التي من المرجح أن تكون أساسية بالنسبة للناخبين هي الإجهاض، عقب إلغاء المحكمة العليا قضية رو ضد وايد في يونيو (حزيران) 2022، والتي ألغت الحق الدستوري في هذا الإجراء الطبي.
ويفترض فريق هاريس أن ترامب ونائبه جيه. دي. فانس، سيتطلعان إلى فرض المزيد من القيود على حق الإجهاض، إذا دخلا البيت الأبيض العام المقبل.
ولطالما شكك ترامب في هذا الزعم، لكنه قال الجمعة إنه سيصوت بـ “لا” خلال اقتراع في فلوريدا، من شأنه أن يلغي حظر الإجهاض، الذي فرضته الولاية لمدة ستة أسابيع.
وكان ترامب قد أعلن سابقاً في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز، أنه سيصوت لمصلحة إجراء الاقتراع، مشيراً إلى “أننا بحاجة إلى أكثر من ستة أسابيع”، ليقابل برد فعل عنيف من المحافظين على هذا الموقف.
الاقتصاد
ويعكس أحدث استطلاعين للرأي أجرتهما صحيفة “نيويورك تايمز” و”كلية سيينا” في الولايات المتأرجحة، مدى أهمية هذه المواضيع بالنسبة للناخبين.
وأظهرت استطلاعات أغسطس (آب)، أن الاقتصاد هو القضية رقم واحد في الولايات السبع، التي تشهد معركة محتدمة وهي أريزونا وجورجيا وميشيغن ونيفادا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن، حيث يعتبره أكثر من واحد من كل 5 ناخبين في كل ولاية، القضية ذات الأولوية في التصويت.
ويعتبر الإجهاض ثاني أو ثالث أبرز قضية في الولايات السبع.
ويقول الناخبون في الولايات التي تشهد معركة انتخابية محتدمة، إن الهجرة تأتي أيضاً ضمن أهم ثلاثة مواضيع رئيسية بالنسبة لهم، مع تسجيل أعلى نسبة – 16% – في ولاية بنسلفانيا.
كما أظهر استطلاع أجرته مؤسسة إيمرسون كوليدج/ ذا هيل في الولايات المتأرجحة نفسها، أن “الاقتصاد (الوظائف، التضخم، الضرائب)”، هو القضية الرئيسية.
وتشمل الولايات التي يعتبر فيها الاقتصاد القضية الأولى حتى الآن ولاية بنسلفانيا (ما يزيد قليلاً عن 51%)، مع “التهديدات للديمقراطية” في المرتبة الثانية بفارق كبير بنحو 11% والهجرة في المرتبة الثالثة بنسبة تزيد قليلاً عن 7%.
وفي كارولاينا الشمالية، اعتبر 48% من الناخبين، أن الاقتصاد هو القضية الرئيسية في ولايتهم، بفارق 40 نقطة عن المسألتين الثانية والثالثة المتمثلتين في الرعاية الصحية والتعليم (كلتاهما تزيد قليلاً عن 8%).
وفي المقابل، شمل استطلاع كلية إيمرسون “القدرة على تحمل تكاليف السكن” و”التهديدات التي تواجه الديمقراطية” كخيارات في قائمة المسح الخاصة بالقضايا المحتملة في كل ولاية.
ونتيجة لذلك، فإن الفجوة في ولاية نيفادا بين كون الاقتصاد هو الأولوية (ما يقرب من 37%) والقدرة على تحمل تكاليف السكن (15%) باعتبارها القضية الرئيسية الثانية، هي 22 نقطة.
والتهديدات التي تتعرض لها الديمقراطية – التي كانت بمثابة خط هجوم رئيسي لحملة هاريس ضد ترامب – تعتبر أيضاً القضية الرئيسية من قبل أكثر من واحد من كل 10 ناخبين في بنسلفانيا وميشيغن وويسكونسن وجورجيا، ولكنها لا تحتل المراكز الثلاثة الأولى في الولايات المتأرجحة الأخرى.
وفي أماكن أخرى، أظهر استطلاع أجرته شبكة فوكس نيوز في ولايات “حزام الشمس” الرئيسية وهي أريزونا وجورجيا ونيفادا وكارولاينا الشمالية، أن الاقتصاد سيكون القضية الأكثر أهمية بالنسبة لإجمالي 41% من الناخبين في اختيارهم للرئيس المقبل.