السودان : رفض سياسي وشعبي للتطبيع مع الاحتلال وترحيب بحريني

السياسي – لم يجد إعلان القادة العسكريون في السودان التوصل لاتفاق مع إسرائيل حول تطبيع العلاقات، إلا رفضا مجتمعيا وشعبيا وسياسيا واسعا، في الوقت الذي أيدته الدول الموقعة على “اتفاقيات إبراهام”، وعلى رأسها البحرين.
وزار وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي “إيلي كوهين”، الخميس، العاصمة الخرطوم، وأجرى مباحثات مع “عبدالفتاح البرهان”، قبل أن يخرج ويعلن وضع اللمسات الأخيرة على نص اتفاق سلام بين البلدين، من المقرر توقيعه خلال العام الجاري، عقب تسليم السلطة لحكومة مدنية.
إلا أن سياسيين ولجان مقاومة وناشطين سودانيين وعرب، اعتبروا أي خطوة يقوم بها قادة الانقلاب للتطبيع مع كيان إسرائيل “غير ملزمة للشعب السوداني الرافض للتطبيع”.
واعتبر المتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي “عادل خلف الله”، التطبيع مع الكيان الصهيوني “تماديا في التفريط في وحدة واستقرار السودان”، واصفا ذلك بـ”التطور الخطير والمهدد الجدي للانتقال الديمقراطي في البلاد”.
وقال إن “سلطات الانقلاب في السودان تمضي في عقد اتفاقات ليست من اختصاصها، وإن ذلك لن يكون ملزما للسودان وشعبه الذي يعتبر الكيان الصهيوني عدوا له، وفق مواقفه المعلنة في هذا الصدد”.
أما المتحدث باسم تجمع المهنيين “الوليد علي”، فقال إن “حكومة الانقلاب تحاول قدر الإمكان الحصول على الدعم الخارجي حتى لو كان من الشيطان”، مشددا على أنها “لا تعبر عن الشعب السوداني”.
كما أكد المتحدث باسم لجان مقاومة الخرطوم “محمد طاهر” أنهم “يرفضون التطبيع مع كيان إسرائيل وأي اتفاقات خارجية دون وجود حكومة منتخبة وبرلمان”، معتبرا أي “خطوة يقوم بها عبدالفتاح البرهان في الصدد محاولة للتشبث بالسلطة”.
بينما قال حزب المؤتمر الشعبي السوداني، في بيان، إن محاولة التطبيع تناقض الدعوات والترتيبات الرسمية لتحقيق الانتقال الديمقراطي وإقامة حكم الشعب”.
وتوقع أن “محاولة التطبيع لن يكتب لها النجاح”، وقال: “الغرض منها أن يظل السودان تحت حكم العسكر”.
بدورها، ذكرت القوى الشعبية لمقاومة التطبيع في السودان، أن ما أسمتها “صفقة التطبيع” مع كيان إسرائيل “مذلة”، و”تنفصل تمامًا عن قيم الشعب السوداني وتاريخه المناهض لشرعنة الاحتلال وممارساته الإرهابية”.
وفي بيان لها، دعت القوى الشعبية “القيادة العسكرية في السودان” لضرورة وقف ما وصفته بـ”العبث بأمن البلاد والتنكر لتاريخها ومبادئ شعبها”، وأضافت: “نؤكد موقف شعبنا المتمثل في مؤتمر (اللاءات الثلاث) وقانون مقاطعة كيان إسرائيل”.
وأشارت القوى الشعبية لمقاومة التطبيع بأنها ستسعى بكل السبل لمناهضة التطبيع مع كيان إسرائيل المفروض على الشعب السوداني بخبث ومكر.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، رفض سياسيون وناشطون سودانيون وعرب، الخطوة السودانية، لافتين إلى أنها تستهدف قيم الشعب السوداني.
في المقابل، أيدت الدول الموقعة على “اتفاقيات إبراهام” للتطبيع مع كيان إسرائيل الخطوة السودانية، حسبما أكد العاهل البحريني “حمد بن عيسى آل خليفة”، خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة في السودان، لافتا إلى أنها خطوة لتحقيق السلام والاستقرار.
وأعرب العاهل البحريني، عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع بين المملكة والسودان.
ولفت إلى حرص المنامة على تعزيز وتنمية التعاون الثنائي والتنسيق المشترك لكل ما فيه الخير والنفع للبلدين والشعبين الشقيقين وللشعوب العربية كافة.
وعبر عن خالص تمنياته لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بالتوفيق والسداد في الجهود التي يقوم بها لتحقيق تطلعات الشعب السوداني للسلام والاستقرار والنماء والازدهار.
وأضافت: “خلال الزيارة التي تمت بموافقة الولايات المتحدة، وضع الطرفين اللمسات الأخيرة على نص الاتفاقية، ومن المتوقع أن يتم حفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد”.