افشلت الدول النامية التي شاركت في مؤتمر دافوس مؤخرا مخططا اميركيا غربيا يفضي بانشاء حلف وهمي بموجبه ستكون تلك الدول في ذلك الحلف وهو ما سيخالف مصالحها الاستراتيجية والوطنية
في دافوس التقى 80 من الممثلين الامنيين لقادة دول على مستوى العالم، حيث جرى الحديث عن ضرورة عقد مؤتمر للسلام في اوكرانيا، هذا اللقاء هو الرابع للتنسيق للمؤتمر بعد اجتماعات مكثفة في كوبنهاجن ومالطا اخيرا الرياض قبل دافوس
تعمل الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة لتحويل القضية الاوكرانية ودعمها الى قضية رأي عام عالمي وتسعى لتضع اوكرانيا في زاوية الدولة المعتدى عليها على الرغم من الاستفزازات الكبيرة التي قامت بها وتسبب في الحرب والتهديدات التي طالت الامن القومي الروسي ومنها اقامة قواعد للناتو بالقرب من الحدود الروسية .
تنبهت الدول النامية (العالم الجنوبي) التي شاركت في الاجتماع الى الاهداف الاميركية والغربية ولم تعط اشارة لموافقتها على عقد المؤتمر الذي حددت الرئيسةالسويسرية فيولا أمهيرد موعده في فبراير او مارس المقبلين.
الرئيسة أمهيرد اعتبرت سلفا ان القمة ستكون ناجحة وهي محاولة ثانية لتوريط دول العالم الجنوبي في هذا الحلف الوهمي المتعضعض والمتآكل، وتحدثت عن موافقة ومشاركة العديد من الدول في المؤتمر علما انها تداركت لتحذر من “المبالغة في ما يتوقع من الاجتماع”.
الخطوة الاميركية الغربية كانت في احراج العالم الجنوبي وتوريطه ووضعه في سياق الموافق على ما سيتمخض عنه مؤتمر السلام في اوكرانيا علما ان التقارير تجمع على ان عماد واساس هذا المؤتمر ستكون النقاط العشرة التي طرحها الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي في وقت سابق، بالتالي سيكون حضور او تواجد ايا من الدول النامية عبارة عن حضور صوري بلا قرار او تعديل او مناقشة، انما لوضع البصمة.
المؤكد ان تلك البصمة ستكلف دول العالم الجنوبي غاليا، وستكون على حساب مصالحها وعلاقاتها وخاصة الدول العربية التي شاركت في الاجتماعات المذكورة ، قد تكون وجدت نفسها في دوامة الحلف الوهمي لكن بامكانها الافلات منه، خاصة وانه سيتعارض مع مصالحها مستقبلا ، فهي ستجد نفسها داعمة لصف خاسر في الحرب العسكرية بالاضافة الى تحالف فاشل في المعركة السياسية
ليس من مصلحة الدول العربية معاداة احد سيما في هذا التوقيت العصيب الذي تمر به الاراضي الفلسطينية، ولو كانت الدول الغربية تبحث بالفعل عن السلام، لاقدمت على ارغام اسرائيل على وقف عدوانها وحروب الابادة وحمايتها في مجلس الامن بفيتو يمنع وقف عمليات الابادة، او على الاقل لاغلقت مخازن الاسلحة التي فتحت على مصرعيها خدمة للجرائم الاسرائيلية






