بايدن والعزلة يدفعان أردوغان نحو إسرائيل
تناولت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الثلاثاء العديد من الملفات، والتي جاء من أبرزها دوافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تصريحات حول رغبته في علاقات أفضل مع إسرائيل، وكذلك تطورات تفشي فيروس ”كورونا”، والوضع في إثيوبيا.
مبادرة أردوغان تجاه إسرائيل تثير الشكوك
قالت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ إن أردوغان أدلى بتصريحات يوم الجمعة الماضي، قال فيها إن تركيا ترغب في علاقات أفضل مع إسرائيل، ولكن السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين لا تزال غير مقبولة، وأشار إلى أنه يري أن تصل العلاقات بين الدولتين إلى مرحلة أفضل مما هي عليه الآن، معترفا باستمرار التعاون الاستخباراتي بينهما.
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية: ”ما هي الأسباب الحقيقية لتلك التصريحات الصادرة عن أردوغان؟“.
ونقلت عن ”أيكان إرديمير“، المدير البارز في برنامج تركيا بمركز الدفاع عن الديمقراطيات، والنائب السابق في البرلمان التركي، قوله: ”تمتع أردوغان بعلاقة قوية مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، والذي قام بحمايته من إجراءات صارمة، ومن بينها عقوبات طالب بها الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء في الكونغرس“.
وأضاف: ”أردوغان، الذي يشعر بالقلق من أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ستكون أكثر صرامة معه، مقارنة بما كانت عليه الحال في ولاية ترامب، يأمل في كسب الود عبر المواقف الدبلوماسية، ومن بينها التواصل الفاتر مع إسرائيل“.
وأكد ”إرديمير“ أن أردوغان يأمل -أيضا- في أن يؤدي الحديث عن التقارب الإسرائيلي التركي إلى عرقلة التعاون المتصاعد في مجال الطاقة بشرق البحر المتوسط، والذي أدى إلى تعميق العزلة الدبلوماسية لأنقرة في المنطقة.
وأشار إلى أن مواقف أردوغان السابقة ضد إسرائيل وتصريحاته المعادية للسامية على مدار السنوات الماضية سوف تجعل مهمته صعبة للغاية في إقناع القادة الإسرائيليين بأن هناك مغزى حقيقيا من رغبته في تعزيز العلاقات، وقال إن الدولتين لديهما فرصة سانحة للمصالح المتبادلة على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي والأمني، ولكن الرؤى الإسلامية الثابتة لدى الرئيس التركي ستمنع أي تعاون قائم على الثقة بينهما.
ويرى سونر جاغابتاي، مؤلف كتاب ”إمبراطورية أردوغان: تركيا وسياسات الشرق الأوسط“، والزميل البارز بمعهد واشنطن، أن أردوغان شرع في سياسة خارجية جديدة منذ 10 سنوات تقريبا، إذ دعم الانتفاضات العربية، واختلف مع الولايات المتحدة، وفي بعض الأحيان عند الضرورة حوّل اتجاه تركيا من أوروبا إلى الشرق الأوسط.
وقال ”جاغابتاي“: ”كان هدف أردوغان أن يصنع من تركيا القوة الضاربة في الشرق الأوسط، وهذا لم يحدث، وأصبحت تركيا لا تملك أصدقاء في الشرق الأوسط، باستثناء قطر وليبيا، وفي الوقت ذاته فإنها لا تستطيع الاعتماد على حلفائها التقليديين، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وإسرائيل“.