تأتي وتمر الذكرى، وفلسطين عاطفة معاناة
سعدات بهجت عمر
تأتي وتمر الذكرى السادسة والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية وأهدافها الثورية الفلسطينية في التحربر وتحقيق الإستقلال الوطني وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ما يزال يتخذ طابع عملية تاريخية تمر عبر مراحل ينتقل فيها مركز الثقل العربي بصورة متنوعة من مرحلة إلى أخرى ضمن حلقات متصلة في الصراع العربي-العربي الهدَّام، وفي الصراع العربي-الاسرائيلي الكذَّاب، وان كل مرحلة من هذه المراحل تشكل خطوة تراجع عن المراحل السابقة أين لاءات الخرطوم، وأين عروبة الشيخ زايد آل نهيان، وأين المغرب من حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأين العهود والوعود لدعم شعبنا الفلسطيني وثورته، واين؟ واين
…الأمر الذي يتطلب من الأحزاب والقوى القومية والوطنية صاحبة شعارات تحرير فلسطين من النهر حتى البحر بعد سقوط معظم الأحزاب الإسلامية، وخصوصاً الأحزاب الإسلاموية ومنها حزب العدالة والتنمية الاسلامي المغربي في الفلك الصهيوني على امتداد الجغرافية العربية وعرضها استلام زمام المبادرة لقيادة الجماهير العربية إلى مركز الثقل العربي الأساسي الى فلسطين والقوانين التي تحكم النضال العربي القومي العام ليكون مركز الثقل في النضال العربي هو المواجهة المباشرة للعدو الإسرائيلي المحتل المدعوم أميركياً مع ملاحظة مسألة تعزيز الإستقلال الوطني الفلسطيني باستعادة وتثبيت الهوية الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحاضنة للفصائل والمنظمات المسلحة وللمستقلين لتبقى منظمة التحرير الفلسطينية الوطن المعنوي لكل فلسطيني والتي ما تزال حركة التحرير الوطني الفلسطيني #فتح تنادي بها والتي عبّرت عن مرحلة مواجهة التناقض الرئيسي والتي ما تزال في صلاحيتها لمواجهة الوضع الراهن لأن السمات الأساسية المتمثلة بوجود الإحتلال الإسرائيلي على الأرض التي أُحْتُلَّت في 1967/6/5 إن لم نقل على كل مساحة فلسطين، وبارتباط المعركة مع أميركا بالمعركة ضد الإحتلال الإسرائيلي، ومن ثم إنهيار مركز الثقل في النضال العربي(الجامعة العربية)والتي صرح امينها العام أن هذه الجامعة لا يمكنها أن تردع أي دولة عربية تريد التطبيع مع المستعمرة الصهيونية في فلسطين. في نقطة المواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي وأميركا الذي يقوده الرئيس أبو مازن بحنكة ودراية يشكل الشرط الضروري للنجاح في معركة الوحدة الوطنية الفلسطينية والاستقلال الآن. لكن ليس عيباً إن عدنا إلى الهزائم المتكررة بداية من حرب 1948 باشتراك سبعة جيوش عربية كانت نتيجتها ضياع فلسطين بقيام المستعمرة الصهيونية وما تلا ذلك من هزائم ونكسات. خصوصاً هزيمة حزيران 1967 التي أسقطت مفاهيم كثيرة استطاعت “إسرائيل” نتيجتها احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، وسيناء، والجولان وأوجدت المناخ الجماهيري الذي يُدرك ضرورة التغيير من أجل شروط أفضل للمواجهة، ولكن ظروفاً متشابكة عديدة أدت إلى قيام ما يمكن تسميته بمرحلة الإنتظار والمراوحة وكانت هذه العلامة الفارقة التي أنهت منطق الخطاب الرسمي العربي لتحرير فلسطين فكانت وباءً مريراً على عامل وحدة شعبنا الفلسطيني بانقلاب حماس الدموي، والاَن وبعد أكثر من أربعة عشرة سنةً ونصف على سلخ قطاع غزة عن الشرعية الفلسطينية إنقلاباً باطلاً، وبالرغم من هذا الانقسام المميت ما تزال قيادة حماس تناور في اللامعقول الذي يُعاني منه شعبنا الفلسطيني. برزت مُسلِّمات الرئيس أبو مازن حقيقة لا لبس فيها بين أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع والشتات بإنهاء الانقسام بالدعوة إلى إنتخابات حرة يُؤمن بها ويُجادل بصحتها ويُدافع عنها، ثبت من خلالها أن التعاون الفلسطيني الصحيح والفعَّال بين شرائح شعبنا وفصائله ضرورة فهو مصلحة لكل فلسطيني أمنياً واقتصادياً وسياسياً ونفسياً. بل إن غياب هذا التعاون أو ضعفه او تَقَطُّعه يُنزل بشعبنا الخسائر والهزائم الأمنية والإقتصادية والسياسية والنفسية. فالبرغم من النكسات والضربات الموجعة والدَّس والتآمر المتواصل لم يستطع أيَّاً من هذه التجارب المأساوية أن يقهر الإيمان بأن القاعدة والقانون وأن المستقبل والمصير وأن الطبيعي والواجب إنما هو الوحدة الوطنية الفلسطينية وأن ما عدا ذلك وما هو عكس أو غير ذلك إنما هو الطارئ والدخيل والزائل وهذا لا يمنع من مراجعة وتقييم الستة والخمسين سنة من عمر الثورة الفلسطينية المعاصرة بموضوعية وشفافية مطلقة، وإبراز مكامن الخلل والاخفاق ومعالجتها بالمُناسب لتدارك الأخطار الإسرائيلية، ومعالجة الإنقسام والتآمر الداخلي بجدية تامة.