حذرت جهات عراقية من مخاطر استمرار الفصائل المسلحة المدعومة من إيران باستهداف المصالح والأهداف الأمريكية في العراق وسوريا مع إخفاق الحكومة بالالتزام بتعهداتها لإيقاف ذلك.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أجرى، الثلاثاء، مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وأكد السوداني لبلينكن التزام العراق بحماية البعثات الدبلوماسية والمستشارين، مع التأكيد على قدرة القوات الأمنية العراقية على القيام بواجباتها في ملاحقة منفذي الهجمات على البعثات الدبلوماسية، دون تدخل أية جهة خارجية، حسبما أفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.
بدوره، شدد وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة تأمين البعثات الدبلوماسية والسفارات العاملة في العراق، وملاحقة العناصر التي تقف وراء الهجمات عليها”.

وفي هذا الصدد، قال السياسي العراقي ناجح الميزان، إن “استمرار عمليات الفصائل ضد الأمريكان ستكون له تداعيات خطيرة، تنعكس بشكل كبير على الحكومة العراقية التي أخفقت طيلة الفترة بالالتزام بتعهداتها بحماية المصالح الأمريكية، والحد من عمليات وتحركات الفصائل المسلحة”.
وبين الميزان ، أن “الولايات المتحدة سيكون لها موقف تجاه استمرار عمليات الفصائل ضدها وإخفاق بغداد في وضع حد لهذه العمليات”.
وأضاف: “أي تصعيد أمريكي على العراق سيكون له تأثير على الاستقرار بشكل عام، ولهذا السوداني عليه التصرف بشكل حازم مع الفصائل التي أوصلته لهذا المنصب”.
وأشار إلى أن “المجتمع الدولي يعرف جيدًا أن حكومة السوداني هي حكومة الفصائل والأحزاب المدعومة من إيران، وعدم وجود أي تحرك من قبل الحكومة الحالية ضد الفصائل التي تهدد المصالح الأمريكية وكذلك الدولة العراقية أمر طبيعي”.
وتابع: “السوداني لا يستطيع مواجهة هذه الأطراف الذي اعتمد عليها الإطار التنسيقي في الوصول إلى الحكم حاليًا، ولهذا نتوقع أن الردَّ الأمريكي سيكون أقوى على الفصائل مع استمرار عمليتها وكذلك الإدارة الأمريكية سيكون لها موقف تجاه بغداد بسبب الإخفاق في الالتزام بتعهداتها”.

من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي سجاد سالم، إن “عمليات الفصائل المسلحة هي تحدٍ واضح للدولة العراقية، فهذه الفصائل تعمل ضد توجهات الحكومة التي هي مؤسسة لها وداعمة لها، وهذا ما يؤكد أن تلك الفصائل تهدد استقرار الدولة ولا تهتم بالمصلحة العراقية الوطنية”.
وبين سالم، أن “هناك تحذيرات وتهديدات أمريكية كثيرة وصلت إلى السوداني وحكومته بشأن استمرار استهداف المصالح والأهداف الأمريكية من قبل الفصائل المسلحة، وهذا ما يؤكد خطورة الوضع في قادم الأيام، خاصة أن واشنطن ردت عسكريًا على تلك العمليات وسترد، وربما ترفع من حدة ضرباتها، وهذا مؤشر خطير”.
وأضاف أن “السوداني في وضع محرج جدًا أمام الأمريكان والمجتمع الدولي، فهو لم يستطيع الالتزام بتعهداته بحماية المصالح الأمريكية، والتي يطلق هذه التعهدات في كل مناسبة له، وفي كل اتصال أو لقاء يجريه مع أي مسؤول أمريكي أو أوروبي”.
واعتبر أن “هذا الإخفاق في إيقاف عمليات الفصائل، سيدفع واشنطن لاتخاذ قرارات ليست عسكرية فقط، بل قرارات ربما تتعلق بالوضع الاقتصادي، وهذا ستكون له تداعيات سياسية وعلى الاستقرار كذلك”.
ونفذت الفصائل المسلحة في العراق الموالية والمدعومة من قبل إيران أكثر من 75 هجومًا بواسطة طائرات مسيّرة مفخخة ثابتة الجناح، وصواريخ كاتيوشا، منذ أكتوبر الماضي، على الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق وسوريا، ردًا على الدعم الأمريكي لإسرائيل بحربها على غزة.