الآتي إلى لبنانَ منْ الخارجِ وهو يضعُ يدهُ على قلبهِ خوفاً منْ أيِّ مفاجأةٍ عسكريةٍ،
يُصيبهُ الذهولُ منْ عجقاتِ الطرقاتِ وازدحامِ المطاعمِ في البترون ووسطِ بيروت وساحلِ المتنِ الشماليِّ،
ويظنُّ للحظةٍ أنَّ الناسَ تعيشُ في نعيمٍ ولا حربَ ولا إنهياراتٍ ولا ناسَ تئنُّ جُوعاً ولا ناسَ تموتُ منْ غيابِ الاستشفاءِ.
نحنُ امامَ ظاهرةٍ اسمها “لبنانُ واللبنانيونَ”، ولا احدَ يعرفُ كيفَ يعيشُ قسمٌ منهمْ بطريقةٍ “فاحشةٍ”، وكيفَ تمتلىءُ المطاعمُ والحاناتُ والمحلاتُ التجاريةُ…
نحنُ فرحونَ بالحياةِ .. لكنْ هلْ تعلَّمَ اللبنانيونَ منْ تجاربِ الإنهياراتِ النَّقديةِ الماليةِ أم لا؟
وللأسفِ، منْ يُراقبُ حجمَ الانفاقِ بهذا الشكلِ، لا يُفاجأُ أنْ تعمدَ السلطةُ،
إلى فرضِ ضرائبَ ورسومٍ خياليةٍ لا تساوي فيها بينَ الفقير والغنيِّ.
في أيِّ حالٍ .. فلنتركْ الناسَ تشعرُ بفرحةِ الاعيادِ، ولنعدْ إلى همومنا التي ستستمرُّ كما يبدو وتتفاقمُ بعدَ السنةِ الجديدةِ..
فبالتوازي مع الزيارةِ التي تقومُ بها وزيرةُ خارجيةِ فرنسا إلى لبنانَ والضغطُ الذي تمارسهُ باريس لتطبيقِ القرارِ 1701 ،
فماذا يعني أنْ يقولَ بالامس النائب محمد رعد بما ومنْ يمثِّلُ:”أننا لا نزالُ في بدايةِ الطريقِ والمعركةِ، ولم نستخدمُ بعدُ شيئاً مِما حضَّرناهُ” ..
في وقتٍ تقولُ مصادرُ وزيرِ دفاعِ اسرائيل ” إنّ حزبَ اللهِ وفي حالِ ضاعفَ عملياتهِ فستردُّ اسرائيلُ بأضعافٍ واضعافٍ عليهِ”.
بغضِّ النظرِ عمَّا قد يحدثُ، وما إذا كانتْ الحربُ ضدَّ لبنانَ ستتمُّ،
منْ الأكيدِ أننا سنبقى في دائرةِ التوتُّرِ والخطرِ أقلَّهُ ما دامتْ المعاركُ في غزة قائمةً،
ومنْ البديهيِّ أنها ستكونُ طويلةً..
فهلْ يُمكننا الاستمرارُ في بلدٍ معلَّقٍ بينَ الحربِ واللاحربِ، وبينَ الحياةِ والموتِ؟
وهلْ حُكماً سترتدُّ اسرائيلُ علينا بعدَ انتهائها منْ حربِ غزة، أم أنَّ أيَّ تسويةٍ سياسيةٍ ستجري بعدَ نهايةِ الحربِ ستشملُ لبنانَ؟
الايامُ كفيلةٌ بالاجاباتِ!