عهدة ثانية لمنقذ الجزائر من الاغتراب…والاستلاب
د.صالح الشقباوي

جامعة بومرداس
كلية الحقوق والعلوم السياسية
بودواو.

تعرضت الجزائر لمؤامرة عالمية قوية ، وعاشت عشرية سوداء لكنها نهضت من تحت رمادالمؤامرة ، اكثر قوة وعملقة ، اكثر نضجا ،ووعيا وفكرا..حيث تسلم الامانة السيد الرئيس عبد المجيد تبون..بعد انتصار الفكر الوطني النوفمبري..ع اصحاب الفكر التغريبي الفرنسي..الذي اراد تجاوز المبادئ والقيم النوفمبرية بتطبيع العلاقة مع فرنسا متناسين دماء وارواح اخر مليون ونصف المليون شهيد قتلتهم فرنسا…في حرب التحرير 1954 نعم انه صراع اضداد..بين فكر تغريبي اراد ان يبيع الجزائر وكل شئ فيها الى فرنسا وبين اصحاب الفكر الوطني. الذين عاشوا تحت ظلال شجرة اول نوفمبر الخالدة ، متمسكين بقيمها ومبادئها وثوابتها…حيث ا وصلوا بافكارهم الى مصاب الوعي الصافي..والذي يؤكد ان هذا الوطن هو جزء من فكرتهم النوفمبرية الخالدة..التي حققت فعليا الوحدة الكلية والشمولية .مع وطنها الذي لا تمتلك غيره في العالم…بذلك تكون الفكرة قد غلفت الوطن بغلاف عقلي خالد.
نعم لقد نجح الرئيس تبون في خلق فلسفة وبناء صرحا فلسفيا شامخا .لها اشاده ع قواعد نوفمبرية ..فلسفة لا تقبل المجزأ..فلسفة كلية ..شاملة ..تتمثل في اظهار العقل الكامن في كل ارجاء الجزائر .الكامن في اركان التاريخ ، في المكان وفي كل ارجاء الزمان…نعم بحث الرئيس تبون عن الروح التي تسري في كل شراين الجزائر والتي تقف خلف كل تطور في الجزائر.
اعاد بناء الجزائر بشقيها المادي والتاريخي بحكمة وعقل موحد يذيب في داخله كل التناقضات بشكل يؤهله لنقل وطنه الجزائر من العالم السفلي الى العالم العلوي، وهذا ما جعل الجزائر تعي ذاتها وتكتشف مضمونها وجوهرها..وتعتمد الفكر كاساس لنهضتها
وتجعل الفكر هو اساس الوطن..وتبني الوطن بناءا عقليا..خاصة اذا اكدنا ان مطلق الرئيس تبون هو الوطن في وحدة الاصلية
مع الماضي وذاكرته كاساس انطلوجي….وبذلك تنجح الذات عن تعبير الفكرة عن وعيها لذاتها..وقد قطع الرئيس تبون شوطا طويلا ..ووصل الى مرحلة متقدمة لوعي الجزائر لذاتها
فتاريخ الجزائر ليس كائن يخضع لمنظومة الصدفة بل من يحكم التاريخ ويسيره العقل والفكر ..وحركة الفكر الصاعد نحو المجد ونحو الخلود ..فقد اقسم الرئيس تبون ومعه قادة المؤسسة العسكرية وع راسهم الفريق شنقريحة الا تحتل الجزائر ثانية من الداخل ولا من الخارج.
ختاما اقول ان الجزائر بابعادها الجغرافية الاربع مدانة لابنائها الصادقين الاوفياء المخلصين الذين سلبوها حقيقة من براثن فرنسا الحالية واعادوها لسفينة اول نوفمبر التي مازالت دماء الشهداء تحملها وللآن لم ترسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى