ما علاقة بريطانيا بتحطم طائرة الأسرى الأوكرانيين؟

تتبادل موسكو وكييف الاتّهامات بعد تحطّم طائرة عسكريّة روسيّة قرب الحدود الأوكرانيّة، والتي كانت تقل عدداً من أسرى الحرب الأوكرانيين، لدى الجيش الروسي.
دبّر البريطانيون الكارثة باستخدام أحد الأنظمة الموجودة في ترسانة أوكرانيا

وبحسب تحليل لمجلة “نيوزويك” اتهم المحلل العسكري الروسي البارز المملكة المتحدة بالوقوف وراء تحطم طائرة نقل عسكرية روسية، يوم الأربعاء، بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية.

وقال أليكسي ليونكوف، وهو الناقد الذي يتحدث بشكل متكرر عن المسائل العسكرية، خلال مؤتمر صحافي مؤخراً: “أعتقد أن الطائرة التي أسقطت.. كان عملاً مخططاً ومنسقاً جيداً وأعده البريطانيون”، فيما اتهمت موسكو أوكرانيا بإسقاط الطائرة، وهي من طراز “إليوشن إيل-76″، في منطقة بيلغورود الروسية.
وكان من بين القتلى في الحادث 65 أسير حرب أوكراني محتجز لدى روسيا، وكان من المقرر إدراجهم في صفقة تبادل أسرى تم الاتفاق عليها مؤخراً، لكن أوكرانيا نفت تورطها في الهجوم، وتساءلت عما إذا كان أسرى الحرب كانوا على متن الطائرة.

من جانبه قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، الذي طلبت بلاده عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، إنّ “كلّ المعلومات الموجودة في حوزتنا اليوم تظهر أنّنا نتعامل مع جريمة مدبّرة ومدروسة”.

وفتحت روسيا، تحقيقاً بشبهة “الإرهاب” غداة تحطّم الطائرة العسكريّة الروسيّة قرب الحدود مع أوكرانيا، بعدما اتَّهَمت كييف بأنها أسقطت الطائرة.

وشارك مراسل “بي.بي.سي”، فرانسيس سكار، الخميس، مقطع فيديو مترجم على موقع إكس (تويتر سابقاً) يظهر فيه ليونكوف وهو يقدم ادعاءات حول التورط البريطاني، حيث يبدأ المقطع بمناقشة ليونكوف للظهور التلفزيوني الأخير لتوبياس إلوود، وزير الدفاع البريطاني السابق، الذي اتفق مع قائد جيش بلاده على أن “التجنيد الإجباري” قد يكون محتملاً في بريطانيا بسبب التهديدات الخارجية.

وقال ليونكوف خلال مناقشة جماعية مع المضيفة أولغا سكابييفا، بحسب ترجمة سكار: “مثل هذه الخطابات العدائية من بريطانيا العظمى مرتبطة بحقيقة أنها قادت جبهة الناتو الأوروبية ضد روسيا”.

وتابع: “هذا يعني أنهم يتصرفون مثل القادة. إنهم يخبرون الجميع أين يذهبون، ويطلبون من ألمانيا أن تمنح أوكرانيا صواريخ وما إلى ذلك”، ثم تناول ليونكوف حادث تحطم الطائرة Il-76 قائلاً: “لم يكن بإمكان الأوكرانيين فعل ذلك بمفردهم” في إشارة إلى أن الاستهداف الأوكراني للطائرة تم بناءً على معلومات استخباراتية بأن الطائرة تنقل معدات عسكرية.

وأضاف المحلل العسكري الروسي أليكسي ليونكوف: “كانت بريطانيا تتحرك على عدة جبهات، إذا جاز التعبير، في وقت واحد، كانوا يحاولون قطع آخر شيء يربطنا بأوكرانيا بطريقة أو بأخرى.. هذا يعني أن تبادل الأسرى هو الخيط الوحيد الذي يربطنا بأوكرانيا، حيث لا يزال بإمكاننا التحدث بطريقة ما، وتبادل أسرى الحرب”.

واتهم ليونكوف المملكة المتحدة بـ”ممارسة الضغط على الشركاء الأوروبيين الذين لا يتفقون معهم”، مثل ألمانيا، التي كانت مترددة في تزويد أوكرانيا بصواريخ توروس.

وقال ليونكوف: “وهكذا، دبّر البريطانيون الكارثة، دعنا نسميها، باستخدام أحد الأنظمة الموجودة في ترسانة أوكرانيا، والتي تم توريدها من دول الناتو”.

وردّت نائب السفيرة الأوكرانيّة كريستينا هايوفيشين، أن بلادها لم تُبلَّغ بعدد المركبات والطرق ووسائل نقل الأسرى، وهذا وحده يمكن أن يمثل عملاً متعمداً من جانب روسيا لتعريض حياة السجناء وسلامتهم للخطر، وأكدت في ذات الوقت أنّ السجناء الروس “نُقِلوا إلى المكان المتّفق عليه وكانوا ينتظرون تبادلهم بأمان. وكان مفترضاً أن يوفر الروس المستوى نفسه من الأمن للجنود الأوكرانيين الأسرى”.

واعتبرت هايوفيشين أنه إذا تأكّدت التقارير عن وجود أسرى حرب أوكرانيّين على متن الطائرة، فإن ذلك يعتبر انتهاكاً صارخاً آخر للقانون الإنساني الدولي من جانب روسيا، على اعتبار أنها أول حالة استخدام لدروع بشرية في الجوّ، لتغطية نقل الصواريخ والأسلحة.