محقق إسرائيلي: لا نحتاج أدلة لإدانة المعتقلين في غزة

السياسي – ألمح مسؤول سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” إلى إمكانية تجاوز القضاء الإسرائيلي للقانون خلال محاكمة المعتقلين الفلسطينيين، بقوله “لا يتعين أن يتمسك القضاء بضرورة وجود أدلة دامغة على مشاركة المتهم في القتل”.

وقال يوسي أمروسي، الذي استُدعي مؤخرًا للمشاركة في التحقيقات مع المعتقلين الفلسطينيين: “لا نحتاج إلى مستويات دقة وإثبات بأن هذا القاتل قتل شخصا بعينه من أجل إدانته”، ما يعني إمكانية اتهام معتقل فلسطيني بالقتل دون تحديد واقعة قتل بعينها.

إلى ذلك، زعم أمروسي، الذي خدم في الشاباك لمدة 30 عامًا ويعمل حاليًا كمحاضر في ملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أن المعلومات التي يجمعها المحققون من المعتقلين الفلسطينيين في غزة تحمل قيمة استخبارية كبيرة للغاية، حسبما أفادت القناة الإسرائيلية السابعة، اليوم الإثنين.

وذكر أن المعلومات التي تُجمَع عبر التحقيقات تُنقَّح وتُرسَل فورًا إلى القوات على الأرض.

وأشار أمروسِي إلى أن العمليات العسكرية السابقة ضد غزة لم تشهد اعتقال هذا العدد من عناصر حماس، وأن هناك عملية تصنيف تجري للمعتقلين.

وتوصف المجموعة الأولى من المعتقلين بأنها من عناصر النخبة، وهم الذين اعتقلوا في بداية الحرب واتهموا بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر، ومجموعة أخرى اعتقلت بينما كانت في المسارات الإنسانية المحددة لنزوح السكان، أما المجموعة الثالثة فتخص عشرات أو مئات المعتقلين في الأيام الأخيرة.
وكشف أن الجيش اصطحب معه محققين من الشاباك ومن الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية “أمان”، تقوم بالتحقيق الميداني وترسل المعلومات إلى القوات العسكرية فورًا.

بعد ذلك يُنقَل المتعقلون إلى منشآت “الشاباك” لمواصلة التحقيق وجمع المعلومات الاستخبارية ذات القيمة التكتيكية والإستراتيجية.

المعلومات التي لا يوثقها الواقع على الأرض، والتي أشار إليها أمروسي، تُرجح أن المعتقلين يُدلون بمعلومات عن مواقع منازل مفخخة على سبيل المثال، أو فتحات أنفاق أو مواقع إطلاق صواريخ، حيث تُرسل إلى القوات على الأرض.

لكنه لم يُفسر الأسباب التي أدت إلى تكرار سقوط ضباط وجنود إسرائيليين عبر انفجار عبوات زُرعت في منازل أو فتحات أنفاق، وكذلك الاشتباكات المباشرة والكمائن.

القناة أشارت إلى أن أمروسي تلقى استدعاء للخدمة بقوات الاحتياط، وشارك في التحقيقات، وسألته إذا ما كان قد وجد حماس كيانا محكما تستطيع عناصره خداع المحققين، ورد بأن المحققين يمتلكون خبرات كبيرة، وأن التحقيقات تشمل صراع عقول وعمليات إقناع، وأنهم في النهاية يدلون بما يعلمون ويذهبون للسجن.
وبيَّن أمروسي أن كميات كبيرة جدًا من المعلومات جُمعَت من المعتقلين، ووصف الأمر بأن المحققين “يكتبون كُتبًا” من المعلومات الاستخبارية التي حصلوا عليها.

وعلى خلاف حديثه السابق عن مسلحين، قال إن “بالإمكان أن يدلي فني كهرباء بمعلومات عمَّا قام به في أحد الأنفاق من توصيلات، ومن ثم تُرسَل المعلومات للجنود”.