مسح ضوئي يستعد لكشف تفاصيل مدوية حول مأساة تايتانيك

السياسي -وكالات
باعتبارها مصدر غموض وإعجاب الكثيرين على مدار سنوات، يأمل المؤرخون الآن، أن يجيب برنامج مسح ضوئي جديد تحت الماء، عن أسئلة غامضة تحيط بمأساة أودت بحياة أكثر من 1500 شخص، باستخدام رسم خرائط أعماق البحار، ولإنشاء “توأم رقمي” دقيق لحطام السفينة العملاقة المنكوبة تايتانيك، للمرة الأولى.
فبعد مرور أكثر من قرن على غرقها، قام فريق من العلماء بأكبر مشروع مسح ضوئي تحت الماء في التاريخ، للكشف عن تفاصيل تلك الليلة المشؤومة، التي وقعت في 14 أبريل (نيسان) 1912، وفقاً لتقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وجمع الفريق نحو 715 ألف صورة من كافة زوايا السفينة، و16 تيرابايت من البيانات أثناء الرحلة، ويعد هذا الرقم أكبر بنحو 10 مرات من أي نموذج ثلاثي الأبعاد تحت الماء تمت تجربته على الإطلاق، حسب تقديرات الرئيس التنفيذي لشركة ماغلان لاستكشاف البحار، ريتشارد باركنسون.
ووصف باركنسون المهمة بأنها “صعبة”، مشيراً إلى كفاح الفريق ضد “العوامل الجوية والطقس العاصف والتحديات الفنية”، فيما أشار الخبير الذي يدرس تايتانيك لمدة 20 عاماً، إلى أن الفريق لديه بيانات حقيقية لدراسة الآليات الحقيقية وراء الانهيار والغرق، وتقريب القصة بشكل واقعي لكارثة تيتانيك، مشيداً بالمشروع الذي اعتبر أنه سيغير قواعد اللعبة، لكشف تفاصيل لم يسبق لها مثيل.
ووفقاً للتقرير، فإن تقنية رسم الخرائط الجديدة تلتقط المياه بشكل فعال وتسمح بدخول الضوء، في حين كانت الصور البصرية السابقة للسفينة، ذات مستويات إضاءة منخفضة ونوعية إضاءة رديئة.
وأوضح التقرير أن كل مليمتر من حقل الحطام الذي يبلغ طوله 3 أميال تم رسمه بدقة. نجحت النسخة المتماثلة الرقمية النهائية في التقاط الحطام بالكامل، بما في ذلك الجزء الخلفي للقوس والمؤخرة، والذي تم فصله عند الغرق في عام 1912.
وقال خبير التصوير ثلاثي الأبعاد، غيرهارد سيفرت، إن “النموذج ثلاثي الأبعاد الواقعي عالي الدقة”، مكن “لأول مرة” الناس من تكبير الصورة ورؤية الحطام بالكامل، معلقاً بفخر “إنها تايتانيك، التي لم يرها أحد من قبل”، مشيراً إلى أن هذا الأمر يبشر ببداية فصل جديد في بحث واستكشاف تايتانيك.