ميدفيديف يهدد بضربة روسية استباقية ويتوقع حرباً طويلة

هدد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف بأن موسكو ستشن ضربة استباقية، حال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية من الغرب.

وجاءت تصريحات ميدفيديف، اليوم الجمعة، في ظل التدفق الهائل للسلاح من جانب الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، لدعم كييف في حربها ضد روسيا.

وأعلن ميدفيديف أن الحرب بين موسكو وكييف قد تستمر لمدة عقود وتشهد فترات طويلة من القتال تتخللها هدنات مختلفة، وذلك تزامناً مع بدء تسلم الجيش الروسي مدينة باخموت من مجموعة فاغنر العسكرية، في الوقت الذي تعرضت فيه أوكرانيا لهجمات صاروخية روسية.

وقالت وكالة الإعلام الروسية إن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والحليف القوي للرئيس فلاديمير بوتين، أدلى بتصريحاته خلال زيارة لفيتنام. وكثيراً ما تصدر تعليقات حادة عن ميدفيديف، وقد وصف السلطات الأوكرانية الشهر الماضي بأنها “عدوى”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميدفيديف قوله “هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة جداً، على الأرجح لعقود”.

وتابع “طالما توجد مثل هذه السلطة.. ستكون هناك، على سبيل المثال، 3 سنوات من الهدنة وسنتان من الصراع ثم يتكرر كل شيء”، واصفاً أوكرانيا بأنها دولة نازية.

وكان ميدفيديف قال في يناير (كانون الثاني) إن حرباً نووية قد تشتعل في حالة هزيمة موسكو.

وعلى الصعيد الميداني قالت السلطات العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف إن هناك خطراً متزايداً للتعرض لهجمات صاروخية روسية، مضيفة أن الدفاعات المضادة للطائرات تعمل.

وشنت روسيا مئات الهجمات الصاروخية على أهداف في أنحاء أوكرانيا منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لتدمير البنية التحتية الحيوية وأهداف أخرى. وأكدت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية إسقاط معظم الصواريخ. وقالت الإدارة العسكرية في كييف في رسالة عبر تليغرام: “زيادة في خطر الصواريخ! الدفاعات الجوية تعمل في المنطقة”.

كما بدأت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة تسليم مواقعها في باخموت إلى القوات النظامية أمس الخميس، بعد 5 أيام من إعلان السيطرة الكاملة على المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، بعد معركة مميتة هي الأطول خلال الحرب.

وتقول موسكو إن الاستيلاء على باخموت يفتح الطريق أمام تقدمها في المنطقة الصناعية الشرقية المعروفة باسم دونباس. وتقول كييف إن “المعركة جذبت القوات الروسية إلى المدينة وأوقعت خسائر كبيرة في صفوفها، وأضعفت خطوط موسكو الدفاعية في أماكن أخرى”.

وقال يفجيني بريغوجين مؤسس مجموعة فاغنر، الذي اتهم الجيش الروسي مراراً بالتخلي عن أراض استولى عليها رجاله من قبل، إن المجموعة ستكون مستعدة للعودة إلى المدينة إذا لزم الأمر، وإن 20 ألفاً من مقاتليه لقوا حتفهم من أجل الاستيلاء على باخموت.

فيما قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني في رسالة عبر تطبيق تليغرام إن “مجموعة المرتزقة سلمت مواقع في ضواحي المدينة، لكن لا يزال مقاتلو فاغنر داخل المدينة نفسها”.

ومضت روسيا قدماً في خطة لنشر أسلحة نووية تكتيكية في جارتها وحليفتها روسيا البيضاء، إذ وقعت اتفاقاً لتخزين الرؤوس الحربية لديها. وستكون هذه أول مرة ينشر فيها الكرملين مثل هذه القنابل خارج روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.

ونددت وزارة الخارجية الأمريكية بخطة نشر الأسلحة، لكنها قالت إن واشنطن ليس لديها نية لتغيير موقفها إزاء الأسلحة النووية الاستراتيجية ولم تر أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إنه تم إطلاق سراح 106 جنود أوكرانيين في عملية تبادل أسرى أخرى مع روسيا.

وتابع زيلينسكي في خطابه الليلي: “من المهم جداً أنه لم يكن هناك معلومات عن العديد من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 106 على الإطلاق – فقد كان قد تم اعتبارهم في عداد المفقودين، لكننا وجدناهم وأعدناهم إلى الوطن”. وقال زيلينسكي إن الجنود كانوا يقاتلون في مناطق باخموت، وإن من بينهم ضباطاً وجنوداً وضباط صف.

وأضاف أنه ممتن للجنود الأوكرانيين الذين أكدوا أن أوكرانيا لديها “صندوق تبادل مناسب”. وقال: “يجب على كل شخص على خط المواجهة أن يعي هذا، فكلما أخذنا المزيد من أسرى الحرب الروس، فإننا سنعيد المزيد من أفراد شعبنا”. ولكن لم يقدم زيلينسكي أي معلومات حول عدد الروس الذين تم تسليمهم في عملية التبادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى