نازحو غزة يشتكون : كل سنتين حرب

مع دخول الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة شهرها الثالث، ارتفعت أعداد النازحين الفلسطينيين نحو جنوب القطاع إلى ما يقارب 1.9 مليون، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وفيما توجه القسم الأكبر نحو خان يونس ورفح، وصل الآلاف إلى منطقة المواصي الزراعية.

لكن هؤلاء صدموا بالواقع على الأرض، حيث لا ماء وغذاء يكفي احتياجاتهم، ولا سقف يأويهم.

إذ تعالت أصوات القهر من النازحين في منطقة المواصي جنوب شرقي وادي غزة، غرب مخيم رفح. وشكا رجل ستيني للعربية/الحدث الحال المزرية التي يعيشها الفلسطينيون جراء الحرب، قائلاً: “اللي بصير فينا كفر وحرام وظلم.. كل سنتين 3 حرب ودمار”.

“أخطأنا”
كما أضاف: “اتبهدلنا مع أطفالنا وعيالنا”. وقال: “نحن ظلمنا أنفسنا فلنعترف أننا أخطأنا.. شعبنا كل سنتين حرب.. إلى متى سنبقى ننزف دماً.. ما يحصل بنا لا يرضاه الله أطفالنا جثث مقطعة”.

بدورها شكت سيدة أخرى الأوضاع المتردية، مؤكدة أن أطفالها يشكون يوميا من عوارض صحية.

وأردفت: “ننام على الرمل ونصحو على البرد والصقيع”.

“والله ما عنا خبز”
بينما اختصرت سيدة أخرى سوء الوضع بكلمات مؤثرة، قائلة: “والله ما عنا خبز ولا طحين”.

في حين قال نازح آخر: “لا مقومات حياة في القطاع كله.. كل الوزارات انهارت في لحظات”.

وكان المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، وصف حال النازحين في القطاع أمس الثلاثاء بـ”الجحيم على الأرض”، مؤكدا أن سكان غزة يعيشون في الشوارع “وبحاجة لكل شيء”.

يشار إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) كانت أكدت سابقا نزوح نحو 1.9 مليون شخص داخل القطاع منذ بدء الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر الماضي إثر الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.

كما لفتت إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع المكتظ والمحاصر من قبل إسرائيل نزحوا جراء الغارات والقصف العنيف.

وحذر العديد من المنظمات الأممية بما فيها الأونروا مرارا وتكرارا على مدى الأشهر والأسابيع المنصرمة من أن الوضع في غزة يتدحرج من سيئ إلى أسوأ.

كما نبهت من النقص الشديد في كافة أنواع المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، فضلا عن احتمال انتشار الأوبئة والأمراض.