هل يعيد بوتين والاسد رسم المنطقة من جديد؟

كرست زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى روسيا الاسبوع الماضي ولقائه بالرئيس فلاديمير بوتين واقعا جديدا على مستوى الاقليم والعالم

الزيارة التي اعلن عنها مسبقا عبر وسائل الاعلام وهو ما لم يحصل طوال السنوات السابقة يعني ان ثمة سيطرة كاملة للاسد على الوضع في الداخل السوري بالدرجة الاولى بالاضافة الى عدم اكتراثه بالمواقف الغربية التي تطالب بتنحيه او محاكمته بتهم مختلفه .

تزامن الزيارة مع تعزيز الانفتاح العربي والدولي والاممي على النظام السوري اصة في اعقاب الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شباط الماضي والذي استغلته القيادة السورية احسن استغلال

اللقاء ايضا جاء بالتزامن مع محاولة عزل القيادة الروسية في اعقاب قرار محكمة الجنايات الدولية بمحاكمة الرئيس فلاديمير بوتين وهو ما يعني تعزيز مكانته في الوقت الذي كان يشدد الرئيس السوري على قرارات موسكو في اجراءاتها في اوكرانيا بالاضافة الى مطالبه بزيادة القوات الروسية في سورية وهو ما يعني تعزيز التواجد الروسي على شواطئ المياة الدافئة ومكانتها الدولية عسكريا وسياسيا واستراتيجيا .

الاهمية تكمن ايضا في مناقشة الزعيمان ترتيب اوراق الاقليم من منطلق القوة والثبات في بلديهما خاصة فيما يتعلق بالمصالحة السورية التركية والترتيبات للقاءات الرباعية للمسؤولين والدبلوماسيين الروس والسوريين والايرانيين والاتراك ، وهذا يعني ترتيب اوراق المنطقة بعيدا عن الولايات المتحدة المتواجدة اصلا في المناطق السورية بشكل غير شرعي.

 

ترتيب المصالحة السورية التركية في البيت الروسي يعني جلب قوة مهمة تعد الثانية من حيث تعداد القوات العسكرية في حلف الناتو الى جانب نظام في دمشق طالما رفضه الحلف الاكلسي وعمل على ازاحه رئيسه عن الحكم ودعم المعارضه ضده.

اهمالا لعقوبات قيصر المفروضة على دمشق والعقوبات التي فرضتها الدول الاوربية على روسيا ، فقد نوقشت ايضا عملية اعادة اعمار سورية ، وتجاوزت حلقة النقاش في موسكو التهديدات الغربية للمؤسسات والشركات والحكومات التي تجرؤ على مسانده السوريين واعمار بلادهم ، ولطالما استخدم الغرب اعمار سورية سيفا حادا مسلطا على رقاب السوريين مهددا اياهم به ومطالبا بالتنازلات عن السيادة الوطنية .

 

اللقاء ورغم انه الثالث بين الزعيمين، الا انه يعد نقله نوعية في البلدين وجاء في وقت حساس ومصيري يمهد لمرحلة مقبلة تشير الى تغيرات كبيرة في المنطقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى