المطلوب فلسطينيًّا في مواجهة التحديات الوجودية

محسن أبو رمضان

يواجه الشعب الفلسطيني تحديات مصيرية ووجودية ناتجة عن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة والعمل على سحب ذلك على الضفة الغربية تنفيذا لخطة الحسم التي تتبناها حكومة اليمين الفاشية في دولة الاحتلال.

نشهد الآن تسارعا في خطوات الاحتلال، خاصة علي خلفية الإنجازات السياسية والقانونية والشعبية التي حققتها قضية شعبنا بما يشمل اتضاح الطبيعة الفاشية والعدوانية لدولة الاحتلال وتهاوي رواية الاحتلال وتعزيز السردية الفلسطينية التي تؤكد عدالة قضية شعبنا التي تحولت إلى رمز للحرية والكرامة علي المستوى العالمي.

إن مقترحات قادة الاحتلال بخصوص اليوم التالي لقطاع غزة والمحددة بإنشاء إدارة مدنية والتحكم السياسي والإداري والأمني به وقرارات إعادة الارتباط مع مستوطنات شمال الضفة ووقف تحويل المقاصة تبرز بوضوح أنها تعمل على شطب كل التعاقدات السابقة مع السلطة ذات العلاقة باتفاق أوسلو وتعيد إنتاج وترسيخ الوجود الاحتلالي والكولونيالي المباشر علي الأراضي الفلسطينية.

يأتي تسارع قرارات الاحتلال ردا على الإنجازات النوعية التي بدأت تحصدها قضية شعبنا، والتي أربكت حسابات الاحتلال.

تتلقي حكومة الاحتلال ضربات متكررة وذلك من خلال اعتراف 143 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة بأحقية دولة فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة واعتراف 3 دول وازنة بدولة فلسطين وهي إسبانيا وأيرلندا والنرويج، وقرار محكمة الجنايات الدولية والقاضي بتوقيف كل من نتياهو وغالانت بوصفهم مرتكبي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وكذلك قرار محكمة العدل الدولية الأخير والقاضي بوقف العدوان على رفح.

ترابطت هذة الإنجازات باتساع حركة المقاطعة وحركات التضامن وفاعليات الحركات الطلابية بالجامعات، الأمر الذي شكل نهوضا بالوعي العالمي لصالح حقوق شعبنا ووضع دولة الاحتلال في بدايات دائرة العزلة كدولة احتلال وتطهير عرقي.

يتطلب الرد علي حرب الوجود والإبادة الجماعية حيث إن الجميع في دائرة الاستهداف العمل على استثمار الإنجازات العالمية النابعة من صمود وكفاح شعبنا وذلك عبر الإسراع في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

لعل المدخل الأنسب لذلك يكمن في عقد لقاء فوري للأمناء العامين يعمل على ترتيب اجتماع سريع للمجلس المركزي بمشاركة ممثلين عن حركتي حماس والجهاد تنبثق عنة هيئة وطنية موحدة لإدارة العمل السياسي والكفاحي.

إن عقد اجتماع للمجلس المركزي يعني تعزيز تمثيل مؤسسات المنظمة وتفعيلها وقطع الطريق عن محاولات تشكيل البديل عنها وكذلك محاولات إعادة فرض الوصايا على شعبنا من جديد.

يعلن المجلس عن تنفيذ قرارات المجلسيين الوطني والمركزي والخاصة بإنهاء العلاقات مع دولة الاحتلال وسحب الاعتراف بة والإعلان عن دولة فلسطين بوصفها دولة تحت الاحتلال ومطالبة بلدان العالم بإنهاء الاحتلال عنها.

يعلن المجلس أيضا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية لقطع الطريق عن مخططات اليوم التالي التي يخطط لها الاحتلال ومحاولات فصل القطاع عن الضفة.

لقد بات مطلوبا تحويل معركة كفاح وصمود غزة بوصفها معركة للاستقلال الوطني الأمر الذي يتطلب العمل علي تحقيق الوحدة والشراكة السياسية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الجبهة الوطنية العريضة والمعبرة عن الهوية الوطنية الجامعة والإنجاز الاهمل لكفاح شعبنا.

شاهد أيضاً