بعد قليل، والحرب الإسرائيلية العدوانية تتوغل في رفح، فإن عدد الضحايا من أهلنا في القطاع المكلوم، سيتجاوز المئة وخمسين ألفا بين شهيد وجريح، عدا النازحين في خيام باتت هي الأخرى هدفا للطيران الحربي الإسرائيلي، وعلى هذا لا تبدو هذه الحرب في وارد التوقف، بل هي ذاهبة إلى التصعيد، إذ ستة ألوية دفع بها جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح، لا تنبئ بغير ذلك، وقد فعل ذلك بعد رشقة صواريخ حمساوية على “تل أبيب” قالت عنها الأخبار إنها أصابت سكان هذه المدينة بالهلع فحسب …!! فيما لم تردع طيران الاحتلال الحربي عن ارتكاب المزيد من المجازر ضد أهلنا في القطاع المكلوم.
وبالطبع يمكن اعتبار هذه الرشقة تصعيدا من قبل “حماس” بعد أن بات التفاوض على صفقة التبادل عسيرا، وفق الطلبات الحمساوية، برغم أن هذه الطلبات قد تقلصت إلى أبعد حد، ومع ذلك لا تريد حكومة الحرب الإسرائيلية عمليا غير عرقلة التفاوض، لتواصل التوغل في حربها العدوانية على القطاع المكلوم ..!!
هذه العرقلة لن تتوقف، لطالما غرف التفاوض خالية من الطرف السيادي الفلسطيني الذي لا يرى حربا بين إسرائيل و”حماس” بل حربا إسرائيلية عدوانية، على فلسطين ومشروعها الوطني التحرري، ولهذا دعت الورقة العربية المقدمة للاتحاد الأوروبي لإيجاد حل شامل للصراع، يوقف الحرب، ويمهد لقيام دولة فلسطين، دعت بوجوب أن تواصل منظمة التحرير الفلسطينية صلاحياتها السيادية في إدارة ملف المفاوضات، ولطالما كان الواقع وما زال بليغا بهذا الشأن، أن تفاوض فلسطين بحضورها السيادي لوقف هذه الحرب، بكون هذا الحضور في المحصلة يمثل الإجماع الوطني الفلسطيني، فلا يكون بوسع إسرائيل الاستفراد بمفاوض لا يحمل في جعبته غير مصالحه الحزبية، بتمويلاتها الإقليمية …!! وهذا ما تطلب، ولا يزال يتطلب أن تكف حماس عن هروبها من هذا الواقع، وأن تهرع إلى بيت الشرعية الفلسطينية لتنجو من هذه الأزمة التي تكاد تطبق عليها وهي لا تزال تطبق على القطاع المكلوم وتحقق فيه المزيد من المجازر المروعة ..!! فإلى متى تظل حماس في هذا الهروب المكلف..؟؟