جيش الإحتلال ينهار…15 حالة انتحار وآلاف المصابين نفسيًا

كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن انتحار الجندي الاحتياطي الإسرائيلي نهران رافائيل بارزاني من القدس، في حادثة جديدة تُسلّط الضوء على تفاقم الأزمة النفسية داخل الجيش الإسرائيلي منذ حرب غزة.

وربطت الصحيفة انتحاره مباشرة بصدمة الحرب وتداعياتها على الجنود، إذ كان بارزاني يعاني منذ سنوات من اضطراب ما بعد الصدمة، خصوصاً بعد انتحار صديقه المقرّب روي شاليف، أحد الناجين من هجوم “طوفان الأقصى” على مهرجان “نوفا”.

وبحسب الرسالة التي كتبها بارزاني بعد فقدان صديقه، فقد خاض الاثنان رحلة علاج طويلة استمرت ثلاثة أشهر خارج إسرائيل، وصفها بأنها “أشهر من الحقيقة والألم” وبأن شاليف كان يعيش “حرباً داخلية” موازية للحرب في الميدان.

وتشير التقارير إلى أن بارزاني، الذي خدم في الاحتياط حتى 2021، ظل يعاني من صدمات متراكمة دون متابعة فعلية، في ظل شعور بين الجنود المصابين نفسياً بأنهم مهملون من المؤسسة العسكرية.

مسؤولون أمنيون إسرائيليون وخبراء في شؤون الجنود المصابين نفسياً، بينهم غال دوبينر وأوهاد نيمارك، أكدوا أن هذه الحالات ليست فردية، بل تعبّر عن فشل هيكلي في منظومة الدعم النفسي داخل الجيش.

وقال نيمارك إن ما يجري هو “انهيار كامل”، محذراً من أن غياب المعالجة “يعني المزيد من الجنازات”.

صحيفة “هآرتس” كانت قد كشفت بدورها عن انتحار ما لا يقل عن 15 جندياً مُسرّحاً منذ بدء الحرب على غزة، معظمها مرتبط بصدمات نفسية ناجمة عن مشاهد العنف، فقدان رفاق السلاح، التعامل مع جثث كثيرة، والقتال في بيئات مدمّرة.

وتشير بيانات صحفية أخرى إلى أن آلاف الجنود من الاحتياط والنظاميين تم تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة منذ 2023، في ظل “نقص حاد” في الموارد العلاجية مقارنة بحجم الأزمة.

ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية ودولية، فإن حرب غزة خلّفت واحدة من أكبر الأزمات النفسية في تاريخ الجيش الإسرائيلي، مع ارتفاع غير مسبوق في حالات الانتحار، وطلب واسع للعلاج النفسي، ما يصفه الخبراء بأنه “أزمة نفسية هيكلية تضرب الجيش من الداخل”.