السياسي -متابعات
تجلب الشهرة الثروة والمكانة، لكن بحثاً جديداً يشير إلى أنها قد تؤدي أيضاً إلى الوفاة المبكرة، حيث أظهر تحليل جديد أن المغنين المشهورين يميلون إلى الموت أبكر بـ 4 سنوات من الذين لا يحققون النجومية.
ويدعم هذا البحث فكرة أن الشهرة بحد ذاتها قد تكون قاتلة.
ووفق “هيلث داي”، قد تزيد الضغوطات المحيطة بالشهرة من احتمالية ظهور “آليات تكيف” خطيرة قد تُقصّر العمر.
نادي 27
مثلاً، أطلق الإعلام الفني في الولايات المتحدة مسمّى “نادي 27″، وهو قائمة بأسماء مشاهير الموسيقى الذي رحلوا في سن الـ 27، مثل: جيمي هندريكس، وجانيس جوبلين، وجيم موريسون، وكيرت كوبين، وآيمي واينهاوس.
ووفقاً للدراسة التي أجراها باحثون ألمان من جامعة فيتن هيردكه، يميل المغنيون المشهورون إلى الموت أبكر بـ 4 سنوات في المتوسط من أقرانهم غير المشهورين.
وللإجابة على سؤال عن دور الشهرة، قارن الباحثون متوسط عمر 648 مغنياً، نصفهم حققوا الشهرة والنصف الآخر لم يحققوها.
مقارنة النجوم بغير المشهورين
ووُضِع كلٌّ من المغنين “النجوم” في أقرب وقت ممكن مع زميل غير مشهور من حيث سنة ميلاده وجنسه وجنسيته وعرقه ونوع موسيقاه، وما إذا كان مغنياً منفرداً أم مغنياً رئيسياً في فرقة.
وكان أكثر من أربعة أخماس المغنين من الذكور، وكان 61% منهم من أمريكا الشمالية. وكان معظمهم (77%) من البيض، بينما كان 19% من السود. وسيطرت موسيقى الروك (65%)، تليها موسيقى الآر أند بي (14%)، ثم موسيقى البوب (9%).
وتم تضمين الفنانين النشطين بين عامي 1950 و1990 فقط، وتم تتبع الوفيات حتى ديسمبر/ كانون أول 2023.
نتائج الدراسة
وجدت الدراسة أن متوسط عمر المغنين المشهورين بلغ 75 عاماً، بينما بلغ متوسط عمر المغنين غير المشهورين 79 عاماً.
ويظهر الارتفاع النسبي في خطر الوفاة فقط بعد تحقيق المغني للشهرة، ثم يظل ثابتاً طوال حياته.
وكان العمل الفردي أكثر خطورة: فقد وجد فريق البحث أن الانضمام إلى فرقة موسيقية يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 26% مقارنة بالغناء الفردي.
ومع أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، ولا تشير إلى السبب والنتيجة، أشار الباحثون إلى أن انخفاض متوسط العمر المتوقع لمدة 4 سنوات يضع الشهرة على قدم المساواة مع عوامل الخطر الصحية الرئيسية الأخرى، مثل التدخين.
وفي حين أن الشهرة تزيد من احتمالات الوفاة المبكرة بين المغنين بنسبة 33%، فإن التدخين يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 34%، كما أشار الباحثون.
كيف يمكن للشهرة أن تُعجّل الموت؟
يعتقد فريق البحث أن الإجابة تكمن في “الضغط النفسي والاجتماعي الفريد المصاحب للشهرة، مثل التدقيق العام المكثف، وضغط الأداء، وفقدان الخصوصية.
وقال الباحثون: “بإمكان هذه العوامل أن تغذي الضيق النفسي وسلوكيات التكيف الضارة، ما يجعل الشهرة عبئاً مزمناً يفاقم المخاطر المهنية القائمة”.
