بات محمد سوهارتو، الذي حكم إندونيسيا بين عامي 1966 و1998 “بطلاً وطنياً”، وفق مرسوم أعلن عنه الرئيس برابوو سوبيانتو، الاثنين، تضمّن تسمية عشرة أشخاص أبطالاً وطنيين في جاكرتا، وذلك بمناسبة “يوم البطل الوطني” في إندونيسيا.
غير أن اختيار سوهارتو، الذي توفي في عام 2008، أثار جدلاً وانقساماً، بين موافق على ذلك ورافض، خصوصاً أن الرجل حكم ثلاثة عقود في بلاد تنبسط على مساحة 1.9 مليون كيلومتر مربع، وهي أكبر دولة مسلمة في العالم، بعدد سكان يناهز الـ254 مليوناً.
ويُمنح لقب “البطل الوطني” للإندونيسيين الذين ساهموا بشكل كبير في تنمية إندونيسيا. ولم يمرّ الإعلان بسلاسة، إذ إن سوبيانتو نفسه كان متزوجاً من سيتي هيدياتي هاريادي، ابنة سوهارتو، بين عامي 1983 و1998، وله منها ولد، حتى أنه قبل سقوط سوهارتو في عام 1998، كان يعدّ نفسه وريثاً سياسياً له. وارتقى سوبيانتو تحت قيادة سوهارتو في صفوف وحدة القوات الخاصة الإندونيسية، المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
تبييض عقود حكم سوهارتو
وأثارت هذه الخطوة غضب معارضين اعتبروها محاولة لتبييض عقود من انتهاكات حقوق الإنسان والفساد التي حدثت خلال 32 عاماً لسوهارتو في السلطة. وكان سوهارتو حليفاً للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة (1947 ـ 1991)، وقُتل خلال 32 عاماً من الحكم نحو مليون معارض سياسي في إندونيسيا قبل الإطاحة به في احتجاجات عام 1998. وقال وزير الثقافة فضلي زون إن سوهارتو لعب دوراً رئيسياً “خلال النضال من أجل استقلال إندونيسيا ضد حكامها الاستعماريين الهولنديين” في عام 1945. كما نسب زون الفضل إلى سوهارتو في التخفيف من حدة الفقر وخفض التضخم، فضلاً عن هزيمة الشيوعيين. واعتبر أن “مزاعم الفساد والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان غير مثبتة”.
وكالات





