السياسي – في خفاءٍ وتكتم، تموّل منظمات أمريكية التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
هذه المنظمات، وغالبها صهيوأمريكي، تُعرّف نفسها بأنها “خيرية”، وتجمع تبرعات ضخمة في الولايات المتحدة، خاصة من اليهود.
ومن أبرزها “صندوق الخليل” (Hebron Fund)، الذي يوفّر التمويل لتغذية ودعم المستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، ويقوّض إمكانية تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).
وفي غياب تام للرقابة الرسمية الأمريكية، يعمل “صندوق الخليل” خلف ستار، مدّعيًا ومنظمات أخرى صفتها “الخيرية”، بينما يدعم بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أُسّس “صندوق الخليل” على يد الحاخام إتسحاق بيخمان عام 1979 (توفي 2016)، وأصبح أكبر ممول لحركة المستوطنين في الخليل.
وتشمل هذه الحركة المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والدينية في الخليل، وفقًا للموقع العبري “الخليل” بتاريخ 1 مايو/ أيار 2016.
ويقع مقر الصندوق في حي بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية، ويعدّ من أبرز المنظمات الأمريكية الممولة للاستيطان، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في 7 ديسمبر/ كانون الأول 2015.
وأوضحت الصحيفة أن الصندوق يرسل دعمًا ماليًا معفى من الضرائب لصالح مشروع الاستيطان في الضفة الغربية، وتحديدًا في مدينة الخليل.
يدّعي “صندوق الخليل” أنه “منظمة مساعدة قانونية تعمل في إطار القانون”، بحسب “هآرتس”.
فيما قدّم موقع “جايد ستار”، التابع لوزارة القضاء الإسرائيلية (30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي)، لمحة تكشف الطبيعة الاستيطانية لعمل الصندوق، إذ قال إن: “الصندوق يدعم المشاريع الإنسانية والطبية والأمنية والتعليمية والثقافية في المجتمعات اليهودية في الخليل وفي أنحاء إسرائيل”.
وأضاف أن “الهدف الرئيس للصندوق هو حشد الدعم للاستيطان في (الضفة الغربية) وأرض إسرائيل”.
وبحسب موقع “الخليل”، فإن بيخمان “كان فخورًا برؤية جميع أبنائه وأحفاده يكبرون ويستقرون في إسرائيل”.
ويقيم أكثر من 700 ألف مستوطن في مئات المستوطنات بالضفة الغربية، ويرتكبون اعتداءات يومية بحق الفلسطينيين بهدف تهجيرهم.
يتكتم “صندوق الخليل” على مصادر تمويله والجهات التي يدعمها، وفق “هآرتس”.
لكن الصحيفة ذكرت أنه قدّم مساعدات مالية لآلاف المستوطنين، بينهم مدنيون وضباط شرطة وجنود.
وعمومًا، يموّل الصندوق منظمات تدعم الفصل العنصري والاستيطان في الخليل.
وفي 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع عقوبات كانت مفروضة على الصندوق، بحسب “يديعوت أحرونوت”.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت، في أبريل/ نيسان 2024، عقوبات على “صندوق الخليل” ومنظمة “شلوم عسيريش” لتقديمهما أموالًا للمستوطنين ينون ليفي وديفيد حاي حسداي.
وفي فبراير/ شباط من العام نفسه، فرضت واشنطن عقوبات على ليفي وحسداي لارتكابهما أعمال عنف بحق الفلسطينيين في الضفة.
عادةً ما يرفض المدير التنفيذي للصندوق، دان روزنشتاين، الإجابة عن أسئلة حول أنشطة الصندوق أو الجهات المانحة.
لكن “هآرتس” قالت إن الصندوق حوّل بين 2009 و2013 نحو 4.5 ملايين دولار إلى مستوطنات الخليل.
كما جمع بين 2017 و2019 حوالي 2.4 مليون دولار تبرعات، ومنح 1.7 مليون دولار لحركة الاستيطان في الخليل عام 2019.
رغم التكتم، تحدثت تقارير أجنبية عن جهتين أمريكيتين تتبرعان للصندوق:
مجموعة غولدمان ساكس؛ تبرعت بـ18 ألف دولار في 2012، وبإجمالي 2.25 مليون دولار لمستوطنات الخليل حتى 2016.
مؤسسة إيرفينغ موسكوفيتش، تبرعت بحوالي 300 ألف دولار عام 2017.
ولا يقتصر التمويل على بناء المستوطنات، إذ يدعم الصندوق مستوطنين ارتكبوا جرائم إرهابية بحق فلسطينيين.
ففي 2024 تبرع بنحو 140 ألف دولار لليون ليفي وديفيد حسداي.
كما تلقت منظمة “هونينو” اليمينية المتطرفة 600 ألف شيكل (186 ألف دولار) عام 2014 من جهات أمريكية، أبرزها “صندوق الخليل”.
وتدعم المنظمة مستوطنين نفذوا اعتداءات إرهابية، مثل:
مناحيم ليفني، أحد أعضاء “الحركة السرية اليهودية”.
عامي بوبر الذي قتل 7 فلسطينيين عام 1990.
أعضاء “بات عاين” الذين حاولوا تفجير مدرسة للبنات بالقدس عام 2002.
عائلة إيغال عامير، قاتل رئيس الوزراء إسحاق رابين.








