السياسي – كشف ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تورط الجيش بشكل مباشر في إقامة المزارع والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، منذ تعيين آفي بلوط قائدًا لـ “القيادة الوسطى” في الجيش.
وقال ضابط إسرائيلي في تصريحات لقناة “كان 11” الإسرائيلية، إن العمل على إنشاء المزارع الاستيطانية بدأ فعليًا منذ يوليو/ تموز 2024، ضمن آلية منظمة وبالتنسيق الكامل مع القيادة العسكرية، مؤكداً أن الجيش لم يعد مجرد متلق للأمر الواقع، بل أصبح شريكًا في التخطيط المسبق لهذه المشاريع.
وأوضح الضابط أن الوضع كان مختلفًا في عهد العقيد يهودا فوكس، حيث كانت المزارع تقام فجأة وبدون تنسيق، فيما أصبح الجيش الآن جزءًا من العملية من البداية إلى النهاية، بدءًا من جولات تفقدية للأرض، مرورًا بتقييم الوضع، وصولًا إلى الموافقة النهائية من الجنرال المسؤول.
وأشار إلى أن الجيش يخصص قوات لحماية هذه المزارع، وتشارك مجموعات من الجنود والمستوطنين في تأمينها، مع تخصيص 4-5 جنود لكل مزرعة، وهو ما يجعل عدد الأفراد المكلفين بحراسة المزارع الاستيطانية في الضفة يتجاوز 500 جندي، أي ما يعادل كتيبة كاملة.
وأضاف أن إقامة المزارع الاستيطانية غالبًا ما تؤدي إلى احتكاكات تتطور بسرعة، ما يستدعي نشر قوات إضافية للسيطرة على الوضع.
وشدد أن العملية تتسم بـ “الدورة المتواصلة”، حيث تنشأ مزرعة جديدة، تليها احتكاكات، ثم مزيد من التطورات تؤدي تدريجيًا إلى تحويلها إلى مستوطنة، لافتًا أن مشاركة الجيش في هذه العمليات “حدث غير قانوني ولا يندرج ضمن مهام الجيش الرسمية”.
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي قد أفاد في مارس/ آذار 2025 أن أكثر من 200 مخالفة بناء جرى توثيقها منذ بداية 2024، شملت 36 مزرعة زراعية جديدة وعدة بؤر استيطانية، مع العلم أن معظم هذه المشاريع تنشأ بعلم وموافقة الجهات العسكرية المختلفة.
وأشار المسؤول إلى أن إنشاء هذه المزارع غالبًا ما يصاحبه عناصر عسكرية من الفرق الإقليمية بالجيش لتأمين مواقع البناء وشق الطرق وأعمال التطوير المرتبطة بها، ما يعكس التنسيق الكامل بين المستوطنين والجيش في التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية.








