آمين يا رب العالمين

محمود ابو الهيجاء

محمود ابو الهيجاء

مثقل عيد الفطر هذا العام بالدموع، ولولا رحمة الله العلي القدير، لكنا اليوم أقرب لليأس منا للأمل، إنها مشيئة العزيز الحكيم، أن نظل على عهد الصبر، مهما اتسعت جراحنا، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
لنا هذا الإيمان بالمطلق، وعهد الصبر هو عهد الصمود، والمطاولة، عهد الثبات على المبادئ الوطنية، أساس وجودنا ومرتكزنا الأصيل، والأول، بقيمها الأخلاقية السامية، الإنسانية بتنورها الحضاري، قيم الدفاع عن الحياة، والانتصار للحق والخير والعدل والجمال، بما يعني في المحصلة ثباتنا في دروب النضال الوطني، من أجل تحقيق هذا الانتصار بالخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وإلى الأبد.
ليت لنا خيارات العيد كلها، لكنها قلوبنا وقد اشتدت قبضة الحزن عليها، ومع ذلك ولأن عيد الفطر هو عيد الاحتفاء والابتهاج برحمة الله العلي القدير، وهو يرفع عن المؤمنين مشقة الشهر الفضيل بإفطار له معنى اكتمال الطاعة، وحلاوة الإيمان، لأن لعيد الفطر هذا المعنى، وهذه القيمة، لن نرميه بغير عبارات التهنئة والدعاء لله رب العالمين، أن يعيده علينا شعبا وقيادة وقد تحققت أمانينا بالحرية والاستقلال، وعلى أمتنا العربية بالتقدم والتضامن والازدهار.
وبدعاء حميم، ورجاء لا ينقطع، نسأل الرحمن الرحيم، أن يحقق لأطفال غزة أمانيهم البسيطة، أن تنتهي هذه الحرب الإسرائيلية الظالمة، فهذه كما شاهدنا في تسجيلات مرئية سريعة، جل أمانيهم، لا يسألون عن ثياب جديدة،، ولا عن “شواقل” قليلة لمراجيح العيد، لا يريدون، ولا يتمنون سوى أن تتوقف هذه الحرب، ليعودوا إلى بيوتهم حتى التي بات الكثير منها مجرد ركام ..!
هذه أمنيات تجعل للعيد فرحة ممكنة، لأنها أمنيات البراءة التي تتجاوز خطابات التقنين السياسية والحزبية، فلا ترجو غير أن تعود المياه إلى مجاريها الطبيعية في هذه الحياة، بعيدا عن أثلام الحرب ومستنقعاتها النتنة.
اللهم إليك الدعاء، والرجاء ومنك العطاء والرحمة، وكل عام وفلسطين بأهلها وقيادتها، بيقين الأمل، وصواب العمل، حتى تعلو رايات الحرية والاستقلال، رايات الدولة السيدة، على أسوار عاصمتها القدس، وفوق مآذنها وأبراج كنائسها، آمين يا رب العالمين.

شاهد أيضاً