شن الجيش الأمريكي ضربات جوية انتقامية مساء أمس الاثنين في العراق، بعد هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون متحالفون مع إيران في وقت سابق من اليوم نفسه، وأسفر عن إصابة 3 جنود أمريكيين، أحدهم في حالة حرجة.
والهجوم والرد عليه هما أحدث دليل على كيفية امتداد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إلى أنحاء الشرق الأوسط، وتسببها في اضطرابات حولت القوات الأمريكية في العراق وسوريا إلى أهداف.
وقال الجيش الأمريكي إنه شن الضربات بناء على توجيهات الرئيس الأمريكي جو بايدن، مما أسفر على الأرجح عن مقتل “عدد من مقاتلي كتائب حزب الله” وتدمير العديد من المنشآت التي تستخدمها الجماعة”.
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، في بيان “تهدف هذه الضربات إلى محاسبة تلك العناصر المسؤولة بشكل مباشر عن الهجمات على قوات التحالف في العراق وسوريا وتقليل قدرتها على مواصلة الهجمات. سنحمي قواتنا دائماً”.
وتعرضت قاعدة أمريكية في أربيل بالعراق لهجوم بطائرة مسيرة أمس مما أدى إلى وقوع خسائر في صفوف الأمريكيين.
وتم استهداف القاعدة بشكل متكرر، وتحدثت رويترز في تقرير لها عن هجوم كبير آخر بطائرة مسيرة في أكتوبر (تشرين الأول) على ثكنات في قاعدة أربيل، وتحديداً يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) حين واخترقت الطائرة المسيرة الدفاعات الجوية الأمريكية لكنها فشلت في الانفجار.
ولم تكشف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن تفاصيل حول هوية الجندي الذي أصيب بجروح خطيرة ولم تقدم المزيد من التفاصيل حول الإصابات التي حدثت نتيجة الهجوم. ولم تذكر أيضا أي تفاصيل حول كيفية اختراق هذه الطائرة المسيرة للدفاعات الجوية للقاعدة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان “صلواتي مع الأمريكيين الشجعان الذين أصيبوا”.
وقال مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن بايدن أطلع على الهجوم أمس وأمر البنتاغون بإعداد خيارات للرد على المسؤولين عنه.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون :”الرئيس لا يمنح أولوية أعلى من حماية الأفراد الأمريكيين الذين يخدمون في طريق الأذى. ستتصرف الولايات المتحدة في الوقت وبالطريقة التي نختارها إذا استمرت هذه الهجمات”.
ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان الرد الأمريكي الأخير سيردع أي إجراء مستقبلي ضد القوات الأمريكية المنتشرة في العراق وسوريا لمنع عودة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
وتعرض الجيش الأمريكي بالفعل لـ100 هجوم على الأقل في العراق وسوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر (تشرين الأول)، وعادة ما يكون ذلك بمزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة الملغومة.
كما تعرض مجمع السفارة الأمريكية في بغداد لقصف بقذائف المورتر في وقت سابق من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها المجمع للهجوم منذ أكثر من عام، في تصعيد كبير.
وجاءت الاضطرابات الأخيرة بعد أقل من أسبوع من عودة أوستن من رحلة إلى الشرق الأوسط ركزت على احتواء جهود الجماعات المتحالفة مع إيران لتوسيع الحرب بين إسرائيل وحماس.
ويشمل ذلك إنشاء تحالف بحري بقيادة الولايات المتحدة لحماية التجارة في البحر الأحمر في أعقاب سلسلة من الهجمات بالطائرات مسيرة وبالصواريخ على سفن تجارية من قبل المسلحين الحوثيين في اليمن.
وقالت البنتاغون الخميس الماضي إن “أكثر من 20 دولة وافقت على المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده واشنطن”.