إف 35 الاميركية معرضة للتلف في تكساس

اشتهرت طائرة «إف 35» التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن» باسم «برق 2»، تكريماً للمقاتلة «برق 38» التي خدمت خلال الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك على الرغم من كونها مقاتلة «في جميع الأحوال الجوية» رسمياً، إلا أن هناك الآن مخاوف جدية للغاية من أن تكون طائرة «إف 35» الموجودة في العراء في تكساس في منشأة عملاق الطيران «لوكهيد مارتن»، خارج فورت وورث، عرضة للأضرار الناجمة عن الطقس.

وإذا لم يكن ذلك كافياً للقلق، فقد ذكرت بلومبرغ، الأسبوع الماضي، أن دافعي الضرائب الأميركيين قد يضطرون إلى دفع فاتورة أي إصلاحات مطلوبة نتيجة تخزين طائرات «برق 2» على المدرج. وتنتظر الطائرة الآن ترقية برامجها الحاسوبية التي طال انتظارها، والتي كان من المقرر أن تكتمل في يوليو 2023.

ونظراً لأن «البنتاغون» رفضت قبول الطائرات حتى يتم الانتهاء من تحديث التكنولوجيا التي زُودت بها، فإن المُقاتلات تتراكم في العراء؛ ويمكن الآن أن تتعرض أكثر من 100 طائرة للعناصر والمخاطر الجوية المحتملة. وعلى الرغم من أن فورت وورث بعيدة بما فيه الكفاية بحيث لا توجد مخاوف من حدوث إعصار يضرب المنشأة، إلا أن العواصف الصيفية في تكساس لاتزال شديدة مع رياح تصل سرعتها إلى 60 ميلاً في الساعة في بعض الأحيان، في حين يمكن أن تصل الحرارة إلى أرقام قياسية أياماً عدة متتالية.

ووفقًا لتقرير بلومبرغ، فإن الحد الأقصى للمسؤولية لدى مقاول الدفاع – لوكهيد مارتن – يبلغ 100 ألف دولار فقط لكل طائرة، على الرغم من حقيقة أن سعر كل طائرة من طراز «إف 35» يراوح بين 82.5 و109 ملايين دولار.

وإذا كان الضرر المرتبط بالطقس الذي يلحق بالطائرة الشبح من الجيل الخامس أكبر من الحد الأقصى، فسوف يقع على عاتق وزارة الدفاع الأميركية تغطيته. وبعبارة أخرى، فإن دافعي الضرائب الأميركيين هم الذين سيكونون في مأزق إذا وقعت أي حوادث مناخية كارثية حول قاعدة فورت وورث.

وأوضحت إدارة العقود في البنتاغون أن «هذا التأمين – الخاص بطائرة «إف 35» – يعمل بشكل مشابه جداً للتأمين التجاري على السيارات والطائرات»، موضحة «شريطة أن يفي المقاول بشروط وأحكام الاكتتاب، فإن الولايات المتحدة ستغطي التكاليف بالإضافة إلى المبلغ القابل للخصم، مع بعض الاستثناءات».

والأسوأ من ذلك هو أنه إذا أدى أي ضرر يلحق بالطائرة إلى «خسارة كاملة»، فستضطر «البنتاغون» إما إلى دفع ثمن استبدالها «أو تحديد عدم استبدال الطائرة المفقودة». ووفقاً لشروط العقد مع شركة لوكهيد مارتن، «يتم تغطية الأضرار الناجمة عن الإعصار والبرد والعواصف، ومع ذلك يتم تحديد الضرر الناجم عن خلل ميكانيكي على أساس كل حالة على حدة، اعتماداً على المهمة التي يتم تنفيذها».

ومنذ أسابيع فقط حذرت شركة صناعة الطيران الحربي من نفاد المساحة المخصصة للطائرات التي كانت تتراكم بينما كانت تكافح لإكمال ترقية البرامج الحاسوبية فيها، وبالإضافة إلى ذلك من المتوقع أيضاً أن تكلف هذه الترقية أكثر من ضعف المبلغ الأصلي البالغ 718 مليون دولار والذي تم الإبلاغ عن كلفتها عند بدايته لأول مرة.

وفي غضون ذلك، واجهت عملية التحديث العديد من المشكلات وقد يستغرق الأمر أشهراً قبل حل جميع الأخطاء، وفي هذه الأثناء هناك عدد غير معلوم من الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس باهظة الثمن التابعة للجيش الأميركي، موجودة تحت الشمس والحرارة، في انتظار غضب الطبيعة.