السياسي – وصفت جانتي سويريبتو الرئيس التنفيذي لمنظمة الإغاثة العالمية «أنقذوا الأطفال»، عمليات الإنزال الجوي في غزة بأنها «مسرحية»، محذرة من أنها «تغذي الفوضى على الأرض».
قالت سويريبتو لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: «لا يمكنك حقاً ضمان من يحصل على هذه المساعدات ومن لا يحصل عليها». و«لا يمكنك حقًا ضمان أين سينتهي الأمر. قد تعرض الناس للخطر». وانتقدت مشهد أطفال غزة وهم يخوضون في البحر لمحاولة استعادة الطرود الثقيلة.
وأضافت: «إن أفضل حل هو فتح المزيد من المعابر، والسماح للشاحنات بالدخول، والقيام بذلك بطريقة منظمة، والسماح للأمم المتحدة والوكالات الأخرى بالقيام بالتوزيع».
وفي هذا الإطار، نشرت الواشنطن بوسن تقريرا أكدت فيه أن إسقاط المساعدات من الطائرات أمر مكلف وغير فعال، متسائلة: «لماذا نفعل ذلك»؟.
وأصبحت الولايات المتحدة أمس السبت خامس دولة تقوم بإنزال مساعداتها جوا إلى غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنه بين الساعة 3 و5 مساءً بالتوقيت المحلي، قامت طائرات من طراز C-130 تابعة للقوات الجوية، بإسقاط حاويات محملة بأكثر من 38 ألف وجبة على غزة.
وخلال الأسبوع الماضي، انضمت مصر والإمارات العربية المتحدة وفرنسا في جهد جديد لإسقاط المساعدات مباشرة للمدنيين. وفي أحدث مؤشر على الإحباط المتزايد لإدارة بايدن إزاء الخسائر المدنية الناجمة عن الحملة العسكرية الإسرائيلية، أعلن الرئيس بايدن يوم الجمعة الإذن بإسقاط طائرات أمريكية جواً على غزة.
ما الخطأ في الإنزال الجوي؟
تؤكد الواشنطن بوست أن عمليات الإنزال الجوي مكلفة للغاية، لكن فيليب لازاريني، رئيس الأونروا، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية للشؤون الفلسطينية، وصفها بأنها “الملاذ الأخير، وطريقة مكلفة للغاية لتقديم المساعدة”.
وقد تكون عمليات الإنزال الجوي منطقية لوجستيًا في بعض الحالات – لتلبية الاحتياجات العاجلة للمستشفيات، على سبيل المثال – لكن المتخصصين في مجال الإغاثة يقولون إنها لا ينبغي أن تكون السبيل الرئيسي لإطعام سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.
وقال لازاريني: “لا أعتقد أن إسقاط المواد الغذائية جواً على قطاع غزة يجب أن يكون الحل اليوم”. “الجواب الحقيقي هو: افتحوا المعابر وأدخلوا القوافل والمساعدات الطبية إلى قطاع غزة”.
العدوان على غزة
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبحسب آخر إحصاء، أكدت الوزارة ارتقاء 30410 شهداء، وإصابة 71700 فلسطينيا منذ بداية العدوان.
وأوضحت أنه خلال الساعات الـ24 الماضية، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 9 مجازر ضد المدنيين في القطاع، راح ضحيتها 90 شهيدًا و177 جريحًا.
وأشارت إلى أن عدد من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وكان مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة قد أعلن في وقت سابق ارتفاع عدد الأطفال المتوفين بسبب سوء التغذية وعدم توفر العلاج والوقود بالمستشفى إلى 15 شهيدًا، حيث الأطفال يواجهون الجفاف الشديد، وسوء التغذية، في ظل خروج المستشفى عن الخدمة.