السياسي -وكالات
في اكتشاف نادر يقدم لمحة عن الحياة في أوروبا خلال العصر البرونزي، عثر علماء آثار في جمهورية التشيك على مجوهرات وأسلحة مدفونة يعود تاريخها إلى أكثر من 3600 عام.
وفقاً لصحيفة “إندبندنت”، عثر على الكنز لأول مرة قبل عام من قبل عالم آثار باستخدام جهاز الكشف عن المعادن في بلدة بوديني ناد أوري التي تبعد 40 كيلومتراً عن العاصمة براغ.
وبعد انطلاق عملية الحفريات، اكتشف ثماني حلقات للأذرع، وعدد مماثل من الفؤوس، ودبوسين ورأس حربة واحدة، تعود جميعها إلى العصر البرونزي.
وقال العلماء إن الأساور المدفونة كانت تستخدم كزينة للساعد كما هي اليوم، بينما من المحتمل أن تكون الدبابيس تستخدم لربط الملابس أو لتصفيف شعر النساء.
واعتبروا أن القيمة التاريخية والعلمية أعلى بكثير من القيمة المالية لهذا الاكتشاف، إذ يساعد علماء الآثار على فهم أفضل لمهارة صناعة عجلات العصر البرونزي في أوروبا. ومن المرتقب عرض المصنوعات اليدوية في متحف وطني قريباً.
لماذا دفن الكنز؟
يشتبه الباحثون أن القطع الأثرية كانت جزءاً من مجموعة تم دفنها عمداً تحت الأرض. بالمقابل، اختلفوا حول تفسير سبب إخفائها بهذا الشكل مقدمين 3 نظريات.
قال عالم الآثار مارتن تريفني: أولاً قد تكون هذه الكنوز هدايا نذرية أو هدايا للآلهة، ثانياً من المحتمل أن يكون الكنز قد دُفن بسبب حادثة ما وقعت في القرية، أما ثالثاً فيمكن أن تكون حفرة تخزين لبعض التجار.
اكتشاف نادر
أجرى الباحث تحليلاً للقطع الأثرية المكتشفة لمعرفة عمرها الحقيقي. وإذ اعتبر أنها من العصر البرونزي المبكر، يعتقد الدكتور تريفني أن يكون هناك تفاوت في أعمار القطع، مؤكداً أن بعضها أقدم بكثير.
وشرح أنه خلال العصر البرونزي الذي امتد من 3300 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد، تحول الناس في أوروبا من أدوات تشكيل الحجارة إلى استخدام البرونز، وهي سبيكة تم تصنيعها عن طريق صهر وخلط القصدير والنحاس.
تشير الأدلة الأثرية إلى أنه في حوالي عام 1200 قبل الميلاد، انهارت معظم مجتمعات العصر البرونزي وتم هجرها، على الأرجح بسبب الصراعات.
وعلى الرغم من اكتشاف كنوز مماثلة من المصنوعات اليدوية من العصر البرونزي في أماكن أخرى، إلا أن الباحثين وصفوا الاكتشاف الأخير في جمهورية التشيك بأنه “لا يزال نادراً جداً”.