الاحتلال يرسل لليهود الحريديم إخطارات استدعاء للتجنيد

السياسي – نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامره، باستدعاء اليهود المتشددين «الحريديم»، وأرسل اليوم الأحد إخطارات لآلاف منهم للاستدعاء للتجنيد في صفوفه.

وقال موقع تايمز أوف إسرائيل العبري، إن هذه هي أول موجة استدعاءات من ثلاث موجات تضم 3000 شخص، من المقرر أن تستمر خلال الأسابيع الأربعة المقبلة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مئات الحريديم تظاهروا، اليوم الأحد، في تل أبيب احتجاجا على قرار التجنيد.

ومن بين الثلاثة آلاف الذين سيتلقون أوامر التجنيد، هناك 15% متزوجون، بينما 85% غير متزوجين، وسوف يتم تخصيص أغلبهم لأدوار قتالية.

ووفقاً لبيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن 50% من القوات المحتملة تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا، و40% آخرون تتراوح أعمارهم بين 22 و23 عامًا، و10% تتراوح أعمارهم بين 24 و26 عامًا.

إنهاء الإعفاء

كانت المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت، الشهر الماضي، أمرا لوزارة جيش الاحتلال بإنهاء إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة في الجيش.

وكان هذا الإعفاء قائمًا منذ قيام كيان إسرائيل في عام 1948، عندما كان عدد أفراد الحريديم صغيرًا.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، رسميًا عن إصدار استدعاءات لآلاف الحريديم، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس: «سنقوم بتجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي لتخفيف الضغط عن الجنود».

وعارض الحزبان الدينيان في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا التحول الجديد في السياسة، الأمر الذي فرض ضغوطًا شديدة على الائتلاف اليميني في ظل استمرار الحرب في غزة.

وشهدت طائفة الحريديم زيادة سريعة في أعداد المنتمين إليها.

اليهود الحريديم يتظاهرون احتجاجا على التجنيد في الجيش - رويترز
ويقول زعماء الحريديم إن إجبار طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية إلى جانب الإسرائيليين العلمانيين، ومنهم نساء، ينذر بتدمير هويتهم الدينية. وحث بعض الحاخامات أفراد الطائفة على حرق أي أوامر استدعاء تصلهم.

ولا يرفض كل أفراد الحريديم الخدمة. وكان الجيش الإسرائيلي أنشأ عددا من الوحدات المخصصة لهم.

واستجاب لأوامر الاستدعاء اليوم الأحد عدد من أفراد الحريديم ممن لم يطلبوا الإعفاء من التجنيد، وعبروا عن أملهم في التوصل إلى حل وسط.

وقال نتساخ كوهين «19 عاما» لرويترز قبل دخوله قاعدة التجنيد: «إذا كنت تريد تجنيد الحريديم، فتعلم أولا ما عليك القيام به لفعل ذلك. لا تنفذ ذلك بالقوة».

وقال آخرون من الحريديم الأكثر تزمتا دينيا إنهم لن يوافقوا أبدا على الخدمة في الجيش.

وقال ديفيد مزراحي، وهو طالب في معهد لاهوت من القدس يبلغ من العمر 22 عاما: «من لا يفهم قيمة الدراسة لا يمكنه فهم السبب وراء رفض الحريديم للتجنيد».

وأضاف أن فرض التجنيد يزيد حدة الخلاف.

إخطارات أخرى

ومن المتوقع بعد المجموعة الأولى من الاستدعاءات إرسال إخطارات أخرى لنحو 3000 من الحريديم خلال الأسابيع المقبلة.

ولا تزال الحكومة تسعى لإقرار قانون للتجنيد من شأنه أن يشمل بعض التنازلات المحدودة ويحل هذه المشكلة قبل أن يهدد استقرار الائتلاف.

وزادت الضغوط لتجنيد الحريديم بشكل حاد من الجيش والعلمانيين الإسرائيليين من أجل توزيع عبء الخدمة العسكرية في إسرائيل في ظل استمرار القتال في غزة منذ أكثر من تسعة أشهر والتهديد المتزايد باندلاع حرب مع  حزب الله في لبنان.

ويلزم القانون الإسرائيليين من عمر 18 عاما بالخدمة في الجيش لمدة تتراوح بين 24 و32 شهرا.