ربط رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الانخراط في “مفاوضات جدة” لوقف القتال في البلاد، بانسحاب قوات “الدعم السريع” من المدن ومنازل المواطنين.
جاء ذلك خلال خطاب للبرهان الذي يتولى أيضاً منصب قائد الجيش، أمس الخميس، أمام حشد شعبي بمدينة عطبرة (شمال)، وفق بيان لمجلس السيادة، حيث شدد على أنه “لا تفاوض مع المليشيا الإرهابية المتمردة” في إشارة للدعم السريع.
وأضاف: “لن نذهب إلى منبر جدة التفاوضي إلا بعد انسحابها وخروجها من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين في كل مدن السودان التي استباحوها”.
وفي كلمته، قال البرهان: “سنسحق التمرد (الدعم السريع) وثقتنا بأن هذه المعركة ستنتهي بهزيمة المليشيا وحلفائها وأعوانها”.
وأردف: “وعدنا للسودانيين الذين شُرِّدوا ونزحوا ونُهبت أموالهم وانتُهِكت أعراضهم أننا سنقتص لهم وسنأخذ حقهم كاملاً من المليشيا وسنهزمها قريباً”.
وتأتي تصريحات البرهان بعد أيام من لقائه في بورتسودان، نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، وبحثه استئناف “مفاوضات جدة” لوقف الحرب.
واستضافت جدة محادثات بين طرفي الصراع (الجيش السوداني، والدعم السريع)، لكن عدم إحراز تقدم في المحادثات قوّض آمال التوصل إلى حل للصراع الذي تسبب في تشريد الملايين داخل وخارج السودان، وقوض الاقتصاد، وأدى إلى مذابح على أساس عرقي في دارفور.
وتتجه الأوضاع في السودان نحو مسارات أكثر تعقيداً للصراع المسلح الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عام، وسط مخاوف من سيناريو انفصال جديد بعد تعثر المحادثات التي تجرى بوساطة سعودية وأمريكية بين طرفي الصراع، ومواصلتهما القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية كبيرة.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حرباً خلفت كثيراً من الضحايا، ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة، فضلاً عن مقتل عشرات الآلاف.
ويحتاج نصف سكان السودان، البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية، و”أقل قليلاً من 18 مليون شخص على طريق المجاعة”، أي “بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”، بحسب الأمم المتحدة.