تكثف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة رغم إقرار رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بـ”الثمن الباهظ” الذي يتكبده جيشها في الحرب ضد حماس، وسط مخاوف من انتشار المجاعة وانهيار كلي للنظام الصحي. وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب التي أودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص في قطاع غزة وفق أرقام وزارة الصحة بغزة، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعم لإسرائيل أنه حض تل أبيب على بذل جهود إضافية لحماية المدنيين لكن دون أن يطلب منها وقفا لإطلاق النار.
في هذا السياق، كشف تحقيق صحفي أمريكي عن حجم الدمار الذي لحق بالقطاع، مشيرا إلى أن قوة التفجيرات في غزة تعادل ضعف التفجيرات الأمريكية على الموصل والتفجيرات التي استهدفت حلب.
ويؤكد تحقيق صحيفة “واشنطن بوست” استنادا لصور الأقمار الصناعية أن حجم الدمار داخل غزة يعد الأشد في العالم خلال القرن الواحد والعشرين.
ويوضح المصدر أن إسرائيل ألقت على غزة منذ بدء الحرب 29 ألف قنبلة من الجو، منبهة إلى أن 40-45% من هذه القنابل غير موجهة، بعضها الذي يزن نحو طن من الديناميت تسبب بإلحاق الدمار بـ37379 مبنى من بينها أكثر من عشرة آلاف دمرت بالكامل خلال أول شهرين من الحرب.
وأوضحت الصحيفة أن الأدلة التي جمعتها تظهر أن إسرائيل شنت حربها في غزة بوتيرة ومستوى دمار يفوق على الأرجح ما أوقعه أي صراع حديث، وذكرت أنها خلصت إلى أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية متكررة وواسعة النطاق بالقرب من المستشفيات، “التي من المفترض أن تُولى حماية خاصة بموجب قوانين الحرب”. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية، التي اطلعت عليها واشنطن بوست، عشرات الحُفر الواضحة بالقرب من 17 مستشفى من إجمالي المستشفيات الــ28 الموجودة في شمال غزة، وهي المنطقة التي شهدت أعنف عمليات القصف والقتال خلال الشهرين الأولين من الحرب، 10 حفر تدل على استخدام قنابل تزن طنا واحدا، والتي تُعد الأكبر من نوعها التي تُستخدم باستمرار.
من جانبها، قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش إيغر، تعليقا على حجم الدمار الذي لحق بالقطاع “لا يوجد أي مكان آمن. نقطة على السطر”، مضيفة أنه “لا يوجد أي شارع مررت منه لم أر فيه تدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات”.
وأدى النزاع إلى مقتل 20424 شخصا في قطاع غزة، معظمهم من النساء والمراهقين والأطفال، حسب آخر تقرير صدر عن وزارة الصحة بغزة. كما أجبر 1,9 مليون شخص أو 85 بالمئة من سكان القطاع، على الفرار من منازلهم، حسب الأمم المتحدة.
مونت كارلو الدولية