السياسي – رسمت قناة عبرية صورة للأوضاع الميدانية، بعد 80 يومًا على حرب غزة، عبَّر عنها المسؤول السابق في الشاباك إريك برابينغ، معتبراً أن التطلع لأن ترفع حماس الراية البيضاء هو محض خيال.
“بِرابِينغ”، الذي عمل بشعبة مختصة بمكافحة الإرهاب بجهاز الأمن العام “الشاباك” طوال 27 عامًا، وكذلك رئيسًا للشعبة السيبرانية، وصف التطلع بأنه “غير واقعي”، بل على العكس، يعتقد أن الحركة تعمل على استنزاف الجيش الإسرائيلي.
حياة الأسرى في خطر
ووفق ما أوردته قناة “الأخبار 12” الإسرائيلية، على لسان مسؤول “الشاباك”، فإن الوضع الميداني والأخطاء التي ارتكبَت، ومنها قتل الأسرى الثلاثة عن طريق الخطأ، تؤشر على أن إعادة الإسرائيليين من أسر حماس يعد الأولوية.
ولكنه حذَّر من أن تصل إسرائيل في النهاية إلى وضع “لن يمكنها فيه العثور على أسير واحد على قيد الحياة”.
وقال “إن كل ساعة تمر تعد مصيرية”، داعيًا القيادة السياسية إلى تركيز الجهود على هدف واحد وهو إعادة الأسرى والتأكيد على ذلك للجمهور ولكل قائد عسكري ومجند.
بعيد المنال
واعترف برابينغ بأن إمكانية تنفيذ عملية عسكرية أو عمليات عديدة تسفر عن إعادة الأسرى جميعًا أمر بعيد المنال، إذ إن الأسرى موزعون على مناطق مختلفة في أنحاء غزة.
وحذَّر أيضًا من أن غالبية عمليات تحرير الرهائن بالقوة في المجمل تحمل فرصا للفشل أكثر بكثير من النجاح، إضافة إلى إشكالية الأنفاق والعبوات وخلايا حماس، التي تعمل على مباغتة الجنود وإنزال الضربات بهم.
المساعدات مقابل الأسرى
ورأى المسؤول في الشاباك أنه عدا عن إبرام صفقات، لا توجد حملة عسكرية قادرة على تحرير الأسرى، مقدرًا أنه يتعين الدخول إلى صفقة جديدة لكن من منطلق ضغط مكثف يشمل محاور مختلفة، منها التضييق على عمليات إدخال المساعدات، لتصبح المساعدات مقابل الأسرى.
وطالب بوضع معادلة تشبه ما حدث في الجولات السابقة، تنص على أن كل أسير إسرائيلي مقابل 3 فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وخلص إلى أن ما ذكره آنفًا هو الوسيلة الوحيدة لإعادة الإسرائيليين من الأسر.
وذهب إلى أنه يتعين توظيف ورقة أسرى حماس لدى إسرائيل للضغط الإعلامي على عائلاتهم والدفع باتجاه صفقات تبادل.
وأضاف أنه “لو لم تباشر إسرائيل تلك الخطوات فإنها لن تحقق أهداف الحرب، كما ستتسع الفجوة بين المواطنين والحكومة وسيتعمق الصدع الأخلاقي والقيمي وعدم الثقة بتلك الحكومة”.
فِخاخ الموت والخطف
وأعرب برابينغ عن خشيته من تزايد أعداد قتلى الجيش، يوميًّا. وقال إن حركة حماس توقفت عن العمل كقوة نظامية على غرار ما نفذته في السابع من أكتوبر. وغيَّرت وجهها وتعمل بأساليب غير مألوفة وكلها ضارية، كما أن لديها ميزات نسبية.
وأوضح أن حماس تعمل ضمن خلايا صغيرة ودون علامات تدل عليها، مثل تخليها عن الزي العسكري، مستغلة معرفتها القوية بالساحة، مبينا أن استعداد عناصر حماس للتضحية بأرواحهم وضعت الجيش أمام مقاتلين لديهم إصرار، والقليل منهم فقط مستعد للفرار من المناطق التي يتواجد بها الجيش.
ودق ناقوس الخطر بشأن استيفاء دور سلاح الجو والمدفعية ضد الأهداف الكبرى؛ “لأن الجيش الإسرائيلي بعدها سيجد نفسه أمام قتال وجهًا لوجه، من منزل إلى منزل، ومن نفق إلى نفق، ومن أنقاض إلى أنقاض، أمام خلايا حماس المسلحة التي ستحوّل كل ذلك إلى فخاخ الموت وخطف الجنود الإسرائيليين”.
المصدر: قناة “الأخبار 12” الإسرائيلية