نفى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الاثنين، أن تكون الحكومة قد أضاعت أموال المصريين في مشروعات لا فائدة منها، مبررا الأزمة الاقتصادية بالحرب في أوكرانيا ووباء كورونا.
وخلال مشاركته في أعمال مؤتمر التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، حث السيسي، المصريين على الصمود أمام التحديات التي تواجه البلاد، “هل نحن كدولة وشعب لا نستطيع الصمود أمام أي تحد؟”.
ويمر المصريون بوضع اقتصادي صعب في ظل غلاء معيشة، وفقد الجنيه المصري أكثر من نصف قيمته منذ مارس الماضي أمام الدولار الأميركي.
وقال السيسي: “أنا أسأل الشعب المصري كله.. لو مصر ظروفها صعبة هل هنتخلى عنها؟ هل دخلنا حروب أو مغامرات وضيعنا فيها أموال مصر؟”.
وأضاف: “الظروف صعبة على الدنيا كلها وهذه الأزمة مش بتاعتنا.. الحرب دي مش بتاعتنا.. مصر لم تكن هي السبب في أزمة كورونا أو الأزمة الروسية الأوكرانية”.
واعتبر أن “مصر تدفع ثمنا مثلها مثل بقية دول العالم”، مضيفا: “بطلوا هري (كلام كثير وجدل) بقى”، لينخرط بعض الحاضرين للمؤتمر في الضحك والتصفيق.
وانطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى 13 مارس الماضي، بمشاركة وعضوية عدد من مؤسسات العمل الأهلي والتنموي في مصر حيث يضم 24 جمعية، ومؤسسة أهلية وكيان خدمي وتنموي.
ويقدم التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى من خلال مؤسساته الشريكة، خدمات إنسانية متكاملة للأهالى فى القرى الأشد احتياجا، ويلعب دورا هاما فى مساندة جهود الحكومة فى دعم الفئات المستهدفة من المواطنين والأكثر احتياجا.
وتأتي تصريحات السيسي في وقت يتزايد فيه الجدل بشأن جدوى المشروعات التي أنفقت عليها مصر مليارات الدولارات خلال السنوات الأخيرة، مثل “العاصمة الإدارية الجديدة”، التي “قد لا يزورها المواطنون، نظرا لبعدها عن القاهرة وارتفاع تكاليف المعيشة فيها”، وفقا لتقرير مطول لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
ولا يتجاوز الاحتياطي النقدي لدى القاهرة نحو 34 مليار دولار، من بينها 28 مليار دولار ودائع من دول الخليج الحليفة، لكن ديون مصر الخارجية تضاعفت بأكثر من ثلاث مرات في السنوات الـ10 الأخيرة لتصل إلى 157 مليار دولار.
وفي بلد يستورد غالبية احتياجاته من الخارج، وشهدت فيه أسعار الفائدة ارتفاعا بمقدار 8 في المئة في 2022، كان التأثير فوريا إذ بلغت نسبة التضخم 18.7 في المئة، وفق الأرقام الرسمية.
وأقر السيسي، خلال افتتاحه مصنعا في 26 ديسمبر الماضي، بأن أسعار المنتجات أصبحت تمثل عبئا على المواطنين.
وقال موجها حديثه للحاضرين ومن بينهم رئيس الحكومة، مصطفى مدبولي، “فاهمين يعني إيه المواد الغذائية بتاعة الناس تزيد مرتين وتلاتة، هو مين يستحمل ده”، مضيفا أن الحكومة تحاول الحفاظ على الأسعار دون زيادة.
وتابع: “اوعوا (حذار) تفتكروا إننا مش حاسين إن الأسعار حمل على الناس، بس والله ما فيه أكتر من كدة نقدر نعمله”.