السياسي -وكالات
كشف حطام سفينة صغيرة لا يتجاوز طولها لا يتجاوز 13 متراً، عن كنز تاريخي ثمين بلقي الضوء على حياة “قراصنة الجزائر”، المجموعة التي عاشت في منطقة البحر المتوسط خلال العصور الوسطى.
وعثر على حطام سفينة “قراصنة الجزائر” من قبل باحثين في شركة “أوديسي للاكتشافات البحرية” الأمريكية ومقرها فلوريدا في عام 2005.
واكتشفت في المياه الدولية في منتصف الطريق بين المغرب وإسبانيا في أقصى غرب البحر الأبيض المتوسط.
وكان ذلك بالصدفة أثناء بحثهم عن السفينة الإنجليزية “HMS Sussex” التي فقدت عام 1694، وعلى متنها 80 مدفعاً ناسفاً.
يٌذكر أن شركة “أوديسي” عثرت حتى الآن على أكثر من 300 حطام سفينة، ولا تزال دراستها مستمرة حتى اليوم.
بحالة سليمة
وفيما بقي هذا الاكتشاف طي الكتمان لسنوات طويلة، غير أنه ظهر للعلن من خلال العدد الجديد لمجلة “راك ووتش”، والذي نقل موقع “نيوزويك” مضمونه في تقرير نشره اليوم الإثنين.
وذكر الموقع أن “سفينة الجزائر” تلقي الضوء على الجانب المرعب لعالم القراصنة، خاصة أن حطام السفينة ما زال متماسكاً من الناحية الأثرية. كما أن هيكلها بقي متيناً رغم أن الموقع الذي وجدت فيه لم يسبق أن وصله غواصون من قبل، حسب رئيس تحرير مجلة “راك ووتش”شون كينغسلي.
رعب يومي للغرب
وشرح خبير الآثار غريغ ستيم في تصريح لموقع “نيوزويك” عن السفينة مشيراً إلى أنه كان يديرها قراصنة بربريون، وكانوا في المقام الأول قراصنة مسلمين في عصر ما بعد العصور الوسطى.
وربط حطام سفينة القراصنة التي تم الكشف عنها حديثاً، بالجزائر العاصمة الآن.
وفسر أن هذه المدينة كانت تحظى بشهرة كبيرة كمدينة للمجرمين والخارجين على السلطة بين عامي 1525 و1830.
ويتزعم هذه المدينة “قراصنة الجزائر” الذين كانوا يسيطرون على تلك المنطقة، ويشكلون مصدر رعب للسفن الأوروبية في البحر الأبيض المتوسط وخارجه.
وقال: “كان التهديد الذي يشكله قراصنة الجزائر بمثابة رعب يومي بالنسبة للغرب”.
واعتبر أن العثور على حطام السفينة في هذه المياه العميقة يشكل صيداً ثميناً لواحد من عوالم الرعب البحرية الكبرى في غرب البحر الأبيض المتوسط.
من جهته، تحدث شون كينغسلي عن الرعب الذي أثاره القراصنة البربريون، مشيراً إلى أنهم لم يكتفوا حينها بالاستيلاء على ثروات البحارة بل كانوا يستعبدوهم، ويبيعونهم في أسواق النخاسة، أو يطالبون بفدية ضخمة لإطلاق سراحهم.