“”” حديث القدس”””
لا يختلف اثنان على ان الحرب الممنهجة التي تخوضها اسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لليوم السادس والسبعين على التوالي لها عدد كبير من الاهداف المتعلقة بمحو تاريخ الشعب ومحاولة تهجيره وتغيير قواعد وانظمة الحياة في القطاع والتسبب بمعاناة انسانية لسنوات طويلة في ضوء الاثار الكارثية من دمار وقتل وتشريد واعتقال وتعذيب ..
لم تعد الاسباب التي تثيرها اسرائيل عبر قادتها السياسيين او العسكريين للعدوان على قطاع غزة مقنعة امام الراي العام العالمي وذلك بسبب استهداف جيشها بالقصف للمدنيين والعزل وتدمير معظم مرافق القطاع الحيوية من مستشفيات ومراكز لايواء اللاجئين ومدارس ومساجد وكنائس والتسبب باستشهاد الاف الاطفال والنساء والشيوخ ، الامر الذي يتجه نحو اقناع العالم باسره ان هذه الحرب التي تهدف الى اقتلاع مواطني غزة من بيوتهم ومحاولة خلعهم عن تاريخهم وحضارتهم تقودها اسرائيل في الميدان وتدعمها الولايات المتحدة في اروقة الدبلوماسية العالمية حيث نجحت مرتين بوقف قرارات تدين هذا العدوان على شعبنا والليلة الماضية اثرت بشكل سلبي كعادتها على قرار كان من الممكن ان يصوت عليه مجلس الامن الدولي وقدمته الامارات العربية المتحدة ويهدف النص بشكل أساسي إلى تخفيف سيطرة إسرائيل على جميع المساعدات الإنسانية التي يتم توصيلها إلى 2.3 مليون شخص في غزة.
تأجل القرار مرة أخرى بناء على طلب الولايات المتحدة حيث قال دبلوماسي بالأمم المتحدة مطّلع على المفاوضات ان المفاوضات مستمرة وتحتاج لمزيد من الوقت لان التصويت المتسرع لا يبدو أنه سينتهي بشكل جيد”، في إشارة إلى احتمال استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على مشروع القرار.
واشنطن تقليديا تقوم بحماية حليفتها إسرائيل من أي إجراء تتخذه الأمم المتحدة وبالتالي توفر الغطاء اللازم لتستمر اسرائيل في عدوانها .
في ظل الحاجة الماسة لمواطني قطاع غزة للمساعدات الانسانية تصر الولايات المتحدة على تأخير قرار طابعه انساني بحت رغم انها تنادي عبر المنابر والمحافل الدولية باستمرار لتجنب قتل المدنيين وفي حقيقة الامر فان تاخير مثل هذا القرار يعتبر حكما بالموت البطيء من قبل الولايات المتحدة واسرائيل على شعب غزة الذي يعجز الصبر عن وصف صموده وكبريائه .