السياسي – في الوقت الذي لم تشهد فيه زيارة «الأربعين» في محافظة كربلاء العراقية، تسجيل أي خرق أمني، وجرت مراسمها بانسيابية عالية، على المستويين الأمني والخدمي، غير أن جملة حوادث حملت طابعاً سياسياً رافقت مراسمها، أبرزها انتشار «وسم» فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه الزائرون وهم يمثلون بأيديهم حركة مرتبطة بسقوط الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، تزامناً مع دخول مجسمات للصواريخ وطائرات مسيرة إلى داخل مرقد الإمام الحسين، فضلاً عن ترديد شعارات حملت طابعاً سياسياً.
وانتشر على منصات التواصل «تريند» الصواريخ، يظهر فيه الزوار وهم يشيرون بأيديهم بإيماءة تُبين انطلاق وهبوط الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل في الحرب الأخيرة بين الطرفين.
كما وثق مدونون مشاهد مصورة لدخول مجاميع تحمل مجسمات صواريخ وطائرات مسيّرة، إلى داخل مرقد الإمام الحسين (ع).
زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عبر عن رفضه لهذه المظاهر، قائلاً في رسالة قصيرة بخط يده نشرتها منصات مقربة من التيار: «عسكرة المراقد ممنوعة».
كذلك، انتقد عضو مجلس النواب، النائب رائد المالكي، إدخال فعاليات وصفها بـ«الغريبة» و«التريندات» ضمن شعائر أربعينية الإمام الحسين في كربلاء، محذراً من أنها قد تسبب «مشاكل مستقبلية».
وقال في «تدوينة» له، إن «عتبنا على إدارة العتبتين المقدستين، كيف سمحت بزج هذه الأمور في شعيرة زيارة الأربعين».
وأضاف أن «فتح الباب أمام هذه الفعاليات والـ(تريندات) وأمور لا علاقة لها بمراسم الزيارة، سيسبب مشاكل لاحقًا، إذ قد يسعى كل طرف لتمرير رسائله الخاصة على حساب رسالة الأربعين، وعند منع فعل معين سيُقال: لماذا سُمح بغيره ومنع هذا؟».
يتزامن ذلك مع كشف وسائل إعلام إيرانية، عن اعتقال القوات الأمنية العراقية 50 زائرا إيرانيا بسبب رفعهم «شعارات معادية لإسرائيل» في المراقد المقدسة في كربلاء، وفقًا لتقرير «مقر الأربعين» الإيراني الرسمي.
وطبقاً للمصادر فإن «الشرطة العراقية اعتقلت 50 من الحجاج الإيرانيين لترديدهم شعارات معادية لإسرائيل في مرقد الإمام الحسين، وتم اعتقالهم من داخل المرقد، بينما كان ملايين الشيعة يتجمعون لإحياء ذكرى الأربعين السنوية».
وقال مسؤولون في «مقر الأربعين»، وهي المنظمة المسؤولة عن تنسيق الخدمات للحجاج الإيرانيين خلال المراسم، إن «قوات الأمن العراقية أطلقت سراح الأفراد المعتقلين بعد الحصول على تعهدات منهم بعدم تكرار مثل هذه الأفعال، وجاء الإفراج بعد مشاورات بين السلطات العراقية ومسؤولين إيرانيين».
وقالت «هيئة الأربعين المركزية»، إن «الهتافات السياسية محظورة في العتبات المقدسة الشيعية في العراق، وتهدف القيود إلى الحفاظ على النظام ومنع التوترات السياسية من تعطيل الأماكن الدينية».
في الأثناء، وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في ساعة متأخرة من ليلة الخميس/ الجمعة، بتهيئة المطارات والمنافذ الحدودية لتسهيل مغادرة الزوار الأجانب، معبراً عن رفضه لظاهرة الشعارات السياسية واستغلال الزيارة.