الغارديان: فشل إسرائيلي بتحقيق الأهداف الرئيسية لحرب غزة

السياسي – أبرزت صحيفة “الغارديان” البريطانية حالة الفشل الإسرائيلية بتحقيق الأهداف الرئيسية لحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي وقدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود.

وحذرت الصحيفة من أن خطر حرب الاستنزاف يخيم على “إسرائيل” في ظل مخاوف من حرب طويلة في غزة مع فتح فصل جديد وتراجع “القتال العنيف”.

وأشارت إلى إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” مؤخرا أن مرحلة “القتال العنيف” في غزة تقترب من نهايتها، ولكن في ظل عدم وجود خطط معلنة علناً للمرحلة التالية، تتصاعد المخاوف من أن الفصل القادم من الصراع قد يتحول إلى فترة طويلة من حرب التمرد والاحتلال إلى أجل غير مسمى.

-شكوك تحاصر “إسرائيل”

بحسب الغارديان من المتوقع أن يعلن جنرالات “إسرائيل” قريباً انتهاء آخر هجوم بري رئيسي في قطاع غزة، في مدينة رفح، رغم أن رئيس الوزراء أوضح أن الحرب لن تنتهي إلا بعد أن تحقق إسرائيل “نصراً كاملاً”.

وذكرت الصحيفة أنه “رغم الشكوك المتزايدة، فإن نتنياهو لا يزال يحدد هذا النصر باعتباره القضاء التام على حركة حماس ككيان مدني وعسكري”.

ومع ذلك، بعد مرور تسعة أشهر على الحرب التي كان من المفترض أن تنتهي بحلول شهر يناير/كانون الثاني، فإن العديد من الأهداف الإسرائيلية المعلنة لا تزال دون تحقيق، وما زالت المعارك الجديدة تندلع في المناطق التي يُفترض أنها تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.

ورغم أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أشارا إلى إحراز تقدم مبدئي الأسبوع الماضي، فإن محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى تعثرت مراراً وتكراراً.

ورغم الضغوط المحلية والدولية الهائلة، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تفصح بعد عن تفاصيل مقترحاتها بشأن غزة بعد الحرب. ووصف أحد المراقبين الإسرائيليين المطلعين على الخطط تلك المقترحات بأنها “خيالية”.

وقالت نور عودة المحللة السياسية من رام الله، إن أيًا من السيناريوهات التي طرحها نتنياهو وأنصاره حتى الآن لا تتسم بالجدية. والاستنتاج الوحيد الذي يمكننا التوصل إليه هو أنه يحاول كسب الوقت. إن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب لأسباب سياسية خاصة به “.

وتشير التصريحات العلنية للمسؤولين الإسرائيليين والتفاصيل المسربة إلى أن فرقتين من الجيش الإسرائيلي ستبقيان في غزة في الجزء الثالث من خطة الحرب الإسرائيلية.

وسوف يتم نشر أحد هذه الحواجز على ممر نتساريم الذي تم إنشاؤه حديثاً والذي يقسم القطاع إلى نصفين شمالي وجنوبي، مما يمنع سكان مدينة غزة من العودة إلى منازلهم. وسوف يتم نشر الحاجز الآخر على ممر فيلادلفيا، على طول الحدود بين غزة ومصر.

وسوف تتولى هذه القوات مهمة شن غارات متكررة على أهداف مشتبه بها، وهي الاستراتيجية المعروفة باسم ” قص العشب ” والتي تستخدم بالفعل في الضفة الغربية.

وبحسب الغارديان فقد تواصلت “إسرائيل” مع دول عربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة لمناقشة تشكيل قوة أمنية يمكنها العمل في غزة بعد الحرب، على الرغم من أن الدعم لا يزال فاتراً، وفقاً لدبلوماسيين إقليميين.

ومن المتوقع أن تتوسع المنطقة العازلة بين السياج الفاصل ودولة الاحتلال الإسرائيلي إلى عمق لا يقل عن ثلثي ميل (1 كم) عبر الأراضي بأكملها.

وبحسب تحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجرته منظمة جيشا، وهي منظمة غير ربحية تركز على حق الفلسطينيين في حرية الحركة، فإن المنطقة العازلة والممرين من الأراضي المصادرة للاستخدام العسكري قد تصل إلى 32% من مساحة الأرض.

وتشكل المناطق التي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني الكثير من الأراضي الزراعية في غزة، والتي لا تكفي بالفعل لتلبية احتياجات سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وذكرت الغارديان أن الخطط الأولية التي دعمتها الولايات المتحدة لإعادة السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية إلى حكم غزة قد تم التخلي عنها.

وأشارت إلى أنه بعد 18 عامًا بدون انتخابات، تفتقر السلطة الفلسطينية إلى الشرعية السياسية، وقد صرح رئيس وزرائها لصحيفة الجارديان سابقًا بأنها لن تعود إلى القطاع “على متن دبابة إسرائيلية”.

لا خيارات إسرائيلية جيدة

بحسب تقارير صحف دولية، فإن “إسرائيل” على وشك إعادة تنفيذ خطة فاشلة بدأت في وقت مبكر من الصراع، عبارة عن “فقاعات” يديرها أشخاص محليون، تتولى إدارة توزيع المساعدات، وإذا نجحت فإن مسؤولياتها سوف تتوسع إلى مجالات الحكم المدني.

ويشكك مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، بالخطة الإسرائيلية ويقول إنه لا يمكنك أن تتظاهر بأنك ستغير شيئًا بشكل كبير عندما لا تكون مسيطرًا عليه.

ويرى ميلشتاين أن صناع القرار الإسرائيليين يجب أن يلتزموا بالسيطرة على قطاع غزة بأكمله في المستقبل المنظور، مع ما يترتب على ذلك من عواقب مالية وعسكرية وقانونية لا حصر لها، أو أن يكونوا مستعدين لإبرام صفقة “مؤلمة” لإنهاء الحرب والتي من المرجح أن تظل حماس في السلطة فيها.

ويضيف “لا أرى أي بديل لاستمرار حماس في إدارة المجال المدني في غزة. ولا أعلم ما إذا كانت لدينا الرغبة أو القدرة على احتلال غزة بالكامل بقوات على الأرض. لا توجد خيارات جيدة”.