السياسي – يستقبل سكان قطاع غزة، بسبب الحرب المتواصلة للشهر السادس على التوالي، شهر رمضان المبارك بأسواق خاوية من البضائع وأسعار مرتفعة للغاية.
وتسببت الحرب بنزوح مليوني فلسطيني من سكان غزة وشمالها، لمناطق وسط وجنوب القطاع، ما تسبب بأكبر تكدس سكاني بالعالم، وأصبح جميعهم دون مصدر دخل، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية.
الجوع في كل مكان
ومنذ الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أغلقت إسرائيل جميع معابر القطاع، ومنعت دخول البضائع التجارية إليه، الأمر الذي تسبب بارتفاع هائل في أسعار السلع ونفادها من الأسواق، وهو ما أثر على حياة السكان واستعداداتهم لاستقبال رمضان.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الأحد، أن “الجوع في كل مكان في غزة، والوضع شمال القطاع مأساوي بسبب منع دخول المساعدات البرية”، مبينة أن “وصول المساعدات الإنسانية للقطاع والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح”.
مفقودة من الأسواق
ويقول النازح من شمال القطاع لمدينة دير البلح، مؤمن أبو وطفة، إنه “اعتاد على استقبال رمضان بطقوس مميزة للغاية، أبرزها شراء جميع المواد التموينية والغذائية الخاصة بالسحور والفطور، وبكميات كبيرة تكفي للشهر بأكمله”.
وأوضح أنه “بسبب الحرب الإسرائيلية لا يجد في الأسواق ما كان متوفرًا بالسنوات الماضية، خاصة أن كل ما يتم بيعه هو معلبات غذائية جاهزة تصل بشاحنات المساعدات الإنسانية”.
وأضاف أبو وطفة أن تلك “المعلبات مرتفعة الثمن ولا يمكن لمعظم السكان شراؤها، كما أنها لا تتناسب مع الطقوس المعهودة في شهر رمضان”، لافتًا أن الخضار والفواكه والمأكولات المعهودة مفقودة من الأسواق منذ فترة.

معاناة مريرة
وقال أحمد ثابت، إنه “نجح بعد معاناة مريرة بالحصول على كميات قليلة جدًا من المواد التموينية والغذائية الخاصة بشهر رمضان”، لافتًا إلى أنه دفع للتجار أضعاف ثمنها الحقيقي بسبب شح الأسواق وعدم توافرها بكثرة.
وأضاف ثابت: “للأسف سنعيش شهر رمضان هذا العام دون الحصول على الغذاء المناسب، والكثير من السكان والنازحين باتوا معتادين على الصيام قبل وصول بدء الشهر بسبب قلة الأغذية”، مستكملاً: “اعتدنا على الحلوى والتمور والجبنة وغيرها من الأطعمة الخاصة بالسحور لكنها الآن شحيحة للغاية”.

خسائر فادحة
وقال التاجر الفلسطيني، رمضان برغوث، إن “الحرب الإسرائيلية تسببت بعدم قدرة التجارة على استيراد البضائع والمواد الغذائية الخاصة بشهر رمضان”، لافتًا إلى أن ما هو متوافر في الأسواق كميات قليلة جدًا.
وأوضح أن “أسواق القطاع خاوية من المواد الغذائية الرمضانية، بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق على غزة”، مضيفًا أنه “بالنسبة لنا رمضان موسم مميز للربح الوفير وبيع المواد الغذائية إلا أن الحرب تسببت لنا بخسائر فادحة”.

ومضى قائلًا: “أنا والآلاف من التجار نعاني من حجز بضائعنا التجارية الخاصة برمضان في الموانئ الإسرائيلية، والأسواق خالية من أي بضائع للشهر الفضيل، وما هو موجود يباع بعشرة أضعاف ثمنه الحقيقي”.
وبين برغوث أن “ارتفاع الأسعار سبب في عزوف الناس عن شراء الكميات القليلة المتواجدة بالأسواق من حاجيات رمضان، خاصة في ظل غياب أي دور لوزارة الاقتصاد التابعة لحركة حماس في ضبط الأسعار، وفرضها ضرائب على جميع ما يباع في الأسواق”.