د.صالح الشقباوي
يبدو من الاهمية بمكان ، تحليل روح وفكر وادوات الصهيونية الدينية الحاكمة في اسرائيل ،بزعامة سمتورتش وبن غافير .ونتنياهو وماهي ادواتها التي تستند عليها في قتلنا ، خاصة في ظل صعود اليمين المتطرف صاحب النزعة المسيحانية المسيائية المتكئ ع فكرة ” ابادة عماليق العصر” كمنطلق ومرتكز لايديولوجيتة الدينية. الحاضن الرئيس لسفر الخروج ويوشع والتثنية…والتي تؤكد ان اقامة ووجود الفلسطينيين في فلسطين هو سرقة واختلاس وخطأ يجب تصحيحة …ولا يتم التصحيح الا بالطرد الكامل لهم عملا بوصية الارث والاقامة التي وردت في التوراة…وفي الهالاخا التي تحرم قطعيا اقامة غير اليهود في ارض الميعاد عامة والقدس خاصة
حيث تمنحه صفة المقيم الغريب…هذه الافكار الاصولية ..كانت هامشية لا يعمل بها في زمن الصهيونية العلمانية ، لكنها فعلت هذه الايام وعمل بها وهي التي تقو.د جوهر الاستراتيجية الصهيونية الدينية وهي من تسير عقول صانعي القرار في حكومة نتنياهو ..
والتي تسعى للتخلص من كنعانيو العصر في غزة كشرط اساسي للتخلص من كنعانيو العصر في الضفة ..انطلاقا من ايمانهم التوراتي العميق طرد ابراهيم التوراتي اسماعيل ..وتدمير يوشع لمدينة اريحا واستشهاد نتنياهو دوما بمقولات موسى بن ميمون
الذي ذكرانه كان للكنعانيين ثلاث خيارات( الهرب، القبول بالسيادة اليهودية ،.القتال) ..علما ان الكنعانيين اختاروا الحرب والقتال وعدم الرضوخ للسيادة اليهودية ..لذا وجب ابادتهم كواجب مقدس ومحو ذكرهم وهذا ما يزود الوصية التوراتية بعدا معاصرا
للصراع القائم في غزة…فقد دعتهم حسب اعتقادهم التوراة للحرب المقدسة ..حرب الابادة التي للرب حسب اعتقادهم مصلحة شخصية في تحقيق الابادة ..لذا نفسر سلوك الجيش الصهيوني وقيادتة في اجراء قتل وابادة دون رحمة او شفقة ودون روادع انسانية ..لانهم ينفذون وصية الرب التي تأمر قتل وابادة كل من هو فلسطيني….لان ابائهم الكنعانين اعلنوا الحرب ع شعب الله المختار ..ففلسطينيون اليوم هم عماليق الماضي الذين دنسوا بوجودهم ارض اسرائيل …
هذه نزعة تتبناها النزعة المسيحانية التي تبشر بنزعة ابادية حادة في اسرائيل كاشارة مرعبة ..والتي تقول ان الفلسطينيون اليوم هم عماليق الماضي ….وهذا الربط يشابه ربط الغزو الصهيوني والكتاب المقدس..وهذا ما يعكس بشكل كبير تجليات اللاهوت المؤسس والقائد للمؤسسة الدينية اليهودية وفي الكثير من الاحيان نجد ان فلسفة الطرد موجودة بقوة في لاهوت العهد القديم والذي ربط بين التحرير من العبودية والتفويض بارتكاب جريمة ابادة جماعية ..وهذا ما يحصل الان في فلسطين .