السياسي – قال تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن حماس استعدت لحرب غزة كما لم تستعد من قبل، مشيرا إلى أن الحركة المسلحة عادت بقوة أكبر بفضل طائرات مسيرة وصواريخ محلية الصنع، وأنفاق محصنة مدججة بالسلاح، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن حماس استخدمت الخبرة لتطوير المهارات المحلية بتصنيع الأسلحة، وجمعها من المواد المتوفرة في القطاع، رغم الحصار.
ونوهت الصحيفة إلى أن حماس في مجال تصنيع الصواريخ استطاعت أن تطور صواريخ القسام التي بدأت بإنتاجها في عام 2001 بمدى لا يتجاوز 3 أميال، وصولًا إلى جيل جديد يصل مداه إلى 150 ميلاً، يغطي إسرائيل بأكملها حاليًا.
كما استطاعت في هذه الحرب تكثيف استخدام الطائرات بدون طيار، التي كانت نادرة الوجود في الحروب السابقة، والصواريخ المضادة للدروع الترادفية المسماة بالياسين، والطائرات الشراعية التي استخدمت لاختراق تحصينات إسرائيل ومهاجمة تجمعات المشاة، وطوربيدات بحرية “العاصف” تُظهرها لأول مرة.
بالإضافة إلى ذلك شبكة الأنفاق الواسعة، دفاع حماس الأقوى، التي تمتد تحت غزة مثل مدينة تحت الأرض، إذ تُخزن المقاتلين والوقود والأسلحة، ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تُخفي الرهائن هناك، كما تمتد هذه الأنفاق أيضًا إلى البحر، إذ يمكن استخدامها للتهريب، ولإطلاق الطوربيدات البحرية، وممرات لضفادع حماس البشرية، وفقًا لليني بن ديفيد، خبير أسلحة حماس في مركز القدس للشؤون العامة.
ولفت التقرير إلى عمق العلاقة اللوجستية والفنية بين إيران وحماس، مشيرًا إلى تلقي مئات من مقاتلي الحركة تدريبا على أيدي خبراء إيرانيين قبيل هجمات السابع من أكتوبر، وسابقًا في مجال تطوير الصواريخ والقذائف والطائرات الشراعية والطوربيدات البحرية.
وأكد أن حماس قادرة على الصمود لفترات طويلة، وأن القضاء عليها واستنزاف قدراتها سيكون صعبًا، بدليل ما نراه من خسائر في الأرواح والمعدات في الجانب الإسرائيلي، الذي صرح بمقتل 26 عسكريا، وإصابة أكثر من 250 منذ بدء العملية البرية.
كما أنه قد يُخلّف تمردًا طويل الأمد، بعد انتهاء الحرب، وفي حال القدرة على تحييد حماس؛ بفعل الغضب الشعبي الذي سيولده الدمار وأعداد القتلى المتزايدة بين المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء في غزة.
المصدر: وول ستريت جورنال