السياسي – أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقتل 20 من جنوده في قطاع غزة نتيجة نيران صديقة وحوادث عملياتية.
وقال بيان جيش الاحتلال إن 13 من القتلى قضوا نحبهم في حوادث إطلاق نار صديقة، ظنا من زملائهم أنهم من مقاتلي المقاومة الفلسطينية، وتم إطلاق النار عليهم بنيران الجيش.
وأشار البيان إلى أن آخرين قتلوا في قصف جوي، ومجموعة بنيران الدبابات، وبعضهم بنيران مقاتلي
المشاة.

كما قتل آخر نتيجة «رصاصة طائشة» أطلقها أحد الجنود عن طريق الخطأ، كما لقي جنديان مصرعهما نتيجة حوادث ودهس بواسطة الدبابات وناقلات الجنود المدرعة.
واستطرد البيان: «اثنين من الجنود قتلا نتيجة إطلاق نار من رشاش، وجنديان نتيجة شظايا أطلقتها قوات الجيش من عبوات ناسفة أو قذائف»
وعزا جيش الاحتلال ارتفاع أعداد قتلاه إلى أسباب عدة، من بينها العدد الهائل من القوات في الميدان ومدة القتال وطبيعته والإرهاق وعدم الانضباط العملياتي ونقص التنسيق بين القوات وأسباب أخرى.
لكنه شدد على أن «الحوادث العملياتية» وحوادث إطلاق النار الثنائية هي أحداث كان ينبغي تجنبها في الغالبية العظمى.
تشكيك في أعداد المصابين
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن إجمالي أعداد القتلى من الجنود والضباط في صفوفه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بلغ 434 قتيلا، بينهم 105 خلال التوغل البري في القطاع، وفق آخر تحديث أمس.
وأشار أحدث إحصاء لجرحى جيش الاحتلال، بحسب بيان رسمي، إلى أن عدد المصابين العسكريين بلغ 1645، إلا أن وسائل إعلام عبرية شككت في صحة هذا الرقم.

وقالت صحيفة «هآرتس» إنه من خلال مراجعة المستشفيات التي عولج فيها الجنود الجرحى، والذين ما زالوا يتلقون العلاج فيها، تظهر فجوة كبيرة بين البيانات التي أعلن عنها الجيش وبين البيانات الموجودة في المستشفيات.
وأشارت هآرتس إلى أنه على سبيل المثال، في مستشفى «برزيلاي» وحده، تفيد التقارير بأنه منذ 7 أكتوبر تم علاج 1949 جنديًا أصيبوا في الحرب (من إجمالي 3117 جريحًا في الحرب تم علاجهم في المستشفى).
وأكدت أنه من الصعب تفسير الفجوة الكبيرة بين بيانات الجيش والمستشفيات.
والسبت الماضي، نشرت صحيفة «يديعوت آحرونوت» تقريراً أكدت خلاله إصابة أكثر من 5000 جندي، بينهم حوالي 2000 أصبحوا معاقين.
محاولات التعتيم
وأكدت هآرتس أن السياسة التي يتبعها الجيش حاليا تختلف عما سبق انتهاجه في العمليات العسكرية، والتي كان يقدم فيها كل المعلومات عن الجرحى والقتلى والأنشطة المرافقة لإعادة تأهيل الجرحى.
ويحاول الجيش الإسرائيلي التعتيم عن أعداد جرحاه، وبعد أكثر من شهرين على أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصدر جيش الاحتلال أول بيان رسمي لأعداد مصابيه في العمليات العسكرية، وذلك بعد ضغوط إعلامية كبيرة للإعلان عن جرحاه، في الوقت الذي تثار فيه شكوك حول صحة أعداد القتلى التي يعلن عنها بشكل يومي.

وتحاول إسرائيل فرض تعتيم على كل ما يتعلق بنشر أخبار تتعلق بخسائر جيشها، حتى باستخدام لغة التخويف مع المستشفيات غير العسكرية التي يصل إليها الجرحى.
ولفتت المحررة المختصة بشؤون وزارة الصحة، ميتال يسعور، بصحيفة «يسرائيل هيوم» إلى أن المستشفيات الحكومية ووزارة الصحة تعترض على القيود التي يفرضها المتحدث باسم الجيش على المعلومات بشأن المصابين من الجنود.
ولفتت إلى أن الجيش أصدر تعليمات للمتحدثين الرسميين للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة بعدم الإعلان عن أعداد الجرحى العسكريين، والاكتفاء بالمعلومات الواردة في البيانات الرسمية وبالتنسيق معه عبر المتحدث العسكري.
وأثار هذا التوجه من جيش الاحتلال استياء عدد من المسؤولين في القطاع الصحي، وأعلنت الناطقة باسم وزارة الصحة، شيراه سولومون: «سنتصرف باستقلالية ومهنية وشفافية».