السياسي -وكالات
سلّطت ورقة بحثية جديدة الضوء على التأثير البيولوجي للسفر إلى الفضاء على تركيبة الحمض النووي لخلايا الإنسان، حيث تبين أنه مهما طالت أو قصرت الرحلة خارج الكوكب، فإن التأثير البيولوجي يكون قائماً.
وتمتاز الورقة البحثية التي قدمتها الدكتورة سوزان بيلي من جامعة كولورادو، بأنها أشرفت بنفسها على فحوصات الدم الخاصة بالتوائم.
وبحسب موقع”جامعة ولاية كولورادو”، اختارت وكالة ناسا رائد الفضاء سكوت كيلي لأول مهمة للوكالة مدتها عام واحد، حيث أمضى عاماً على متن محطة الفضاء الدولية من 2015 إلى 2016.
وخلال نفس الفترة الزمنية، بقي شقيقه التوأم المتطابق، مارك كيلي، رائد الفضاء السابق، على الأرض.
وتقول بيلي: “فحصت أنا وفريقي عينات الدم، التي تم جمعها من التوأم في الفضاء، وتوأمه المطابق وراثياً على الأرض، قبل وأثناء وبعد رحلة الفضاء”.
وتوضح “وجدنا أن التيلوميرات الخاصة بسكوت، وهي الأغطية الواقية في نهايات الكروموسومات، مثل الطرف البلاستيكي الذي يمنع رباط الحذاء من التآكل، تطول بشكل غير متوقع تماماً، خلال تمضيته عاماً في الفضاء”.
وتتابع “ومع ذلك، عندما عاد سكوت إلى الأرض، تقلصت التيلوميرات الخاصة به بسرعة. وعلى مدار الأشهر التالية، تعافت التيلوميرات الخاصة به، ولكنها كانت لا تزال أقصر بعد رحلته مما كانت عليه قبل ذهابه إلى الفضاء”.
ويعتبر قصر التيلوميرات من علامات الشيخوخة، ويرتبط ببعض أمراضها مثل الخرف والزهايمر.
تسلق الجبال
وفي تجربة أخرى، أجرت بيلي مع الباحث كريستوفر ماسون، دراسة أخرى للتيلوميرات على التوائم من متسلقي الجبال.
ووجد البحث أنه أثناء تسلق جبل إيفرست، كانت تيلوميرات المتسلقين أطول، وبعد نزولهم، قصرت تيلوميراتهم. في حين لم يختبر توأمهم الذين بقوا على ارتفاع منخفض نفس التغييرات في طول التيلومير.
وتشير هذه النتائج إلى أن انعدام الجاذبية في محطة الفضاء ليس هو الذي أدى إلى تغييرات طول التيلومير التي لاحظناها في رواد الفضاء، فمن المرجح أن يكون السبب عوامل أخرى، مثل التعرض المتزايد للإشعاع.
سياحة الفضاء
ثم في دراسة أخيرة، درست بيلي وفريقها التيلوميرات من الطاقم على متن مهمة سبيس إكس إنسبيريشن 4 السياحية، عام 2021.
وكانت هذه الرحلة الأولى لطاقم مدني بالكامل، في منتصف العمر. طالت التيلوميرات لدى جميع أفراد الطاقم أثناء المهمة، كما أظهر 3 من رواد الفضاء الـ 4 تقصير التيلومير بمجرد عودتهم إلى الأرض.
والمثير للاهتمام حول هذه النتائج هو أن مهمة إنسبيريشن 4 استمرت 3 أيام فقط.