براءة أمريكي بعد سجنه 44 عاماً ظلماً

لن يحصل على تعويض...

السياسي -وكالات

لم يكد رجل أمريكي يتخلص من الظلم الذي لحق به على مدى 44 عاماً أمضاهاً في السجن على جريمة قتل لم يرتكبها، حتى وجد نفسه أمام ظلم آخر، حيث حُرم من التعويض الذي يحصل عليه المدانون الذين تثبت براءتهم بعد خروجهم من السجن.

وكان ويلي ويليامز البالغ من العمر الآن 79 عاماً، قد اتهم خطأً بإطلاق النار على شخصين، مما أسفر عن مقتلهما في أحد متاجر فلوريدا عام 1975، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

 

حظ سيء

وكان حظ ويلي سيئاً بالتواجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ لدى وقوع الجريمة، فأثناء جلوسه في سيارته، قفز رجل يعرفه من المدرسة إلى مقعد الراكب وطلب منه أن يقله إلى متجر قريب.

وبمجرد الوصول إلى هناك، تعرض شخصان للسرقة والقتل بالرصاص قبل أن يفر الرجل من مكان الحادث ويطلق النار على نفسه، وفقاً لما ذكره شاهد عيان أثناء المحاكمة. وبدأ كابوس ويلي بعد أن تم التعرف عليه على أنه القاتل.

وما لم يعرفه فريق الدفاع والمدعون العامون في القضية هو أن رجال الشرطة استخدموا التنويم المغناطيسي في محاولة لحل القضية.

وتم تنويم أحد الشهود، الذي لم يتمكن في البداية من التعرف على أي شخص في مجموعة الصور التي عرضت عليه، فاعترف بأنه رأى ويلي يضغط على الزناد في ذلك اليوم المشؤوم، وكان هذا هو الدليل الوحيد الذي كان لدى المحكمة ضده.

وبعد إعادة فتح القضية ورفض التنويم المغناطيسي كدليل، أُطلق سراح ويليامز أخيراً في عام 2020، ولكنه بقي تحت مراقبة رجال الشرطة، مما جعله يخشى العودة إلى السجن.

ولكن قبل أسبوعين فقط، تمت تبرئة ويليامز تماماً من أي تورط في تهمة القتل المزدوجة التي حطمت حياته.

قوانين صارمة

وبموجب قانون فلوريدا، فإن أي شخص يُسجن ظلما يستحق 50 ألف دولار عن كل عام أمضاه خلف القضبان، مع حد أقصى لا يتجاوز 2 مليون دولار.

وتنص لوائح التعويضات على أن الشخص المعني لا يجب أن يكون لديه أية إدانات جنائية سابقة، وهو ما كان بمثابة أخبار سيئة بالنسبة لويلي، الذي سبق واتهم بالسرقة في عام 1968 وقضى عقوبة بالسجن في ذلك الوقت.

وبسبب قوانين ولاية فلوريدا الصارمة، لن يحصل ويلي على أي تعويض، وستذهب السنوات التي أمضاها في السجن أدراج الريح، مما اضطره للحصول على عمل مقابل 15 دولار في الساعة في مرآب سيارات لتغطية نفقاته.

وفي مقابلة مع صحيفة يو إس صن، كشف ويلي أنه لا يحمل أية مشاهر سلبية على الرغم من الظلم الكبير الذي وقع عليه.

وأضاف “يسألني الناس إذا كنت أشعر بالمرارة والغضب، وأنا دائما أقول لا. الشعور بهذه الطريقة لن يؤدي إلا إلى زيادة القلق، وأنا أكبر من أن أعاني من هذا النوع من المشاعر”.

تابعنا عبر:

شاهد أيضاً