بلدة عزّون الفلسطينية – حصار للأحياء واحتجاز لجثامين الشهداء

السياسي – تعاني بلدة عزّون الفلسطينية شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية، من الممارسات الإسرائيلية والإغلاقات التي عزلت القرية عن محيطها من القرى والمدن، إلى جانب تعرض أبنائها للقتل على يد القوات الإسرائيلية.

وتشهد البلدة، اقتحامات متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي، كان آخرها الثلاثاء؛ إذ أسفر الاقتحام عن قتل الجيش الإسرائيلي لأربعة شبان فلسطينيين.

ويقول أحمد شبيطة والد أحد شهداء الاقتحام : “استيقظنا من النوم على صوت رصاص كثيف وكأنها ساحة حرب، ولم نكن نعلم أن الجيش يحاصر ابني إياد”.

وأضاف شبيطة، “تلقينا اتصالاً من أحد الشبان يتحدث عن محاصرة الجيش الإسرائيلي لمنزل يتواجد فيه إياد، وبعد فترة قليلة علمنا بخبر استشهاده، والجيش لم يكتف بقتل إياد ورفاقه وحرق قلوبنا عليهم لكنه أيضاً يحتجز جثامينهم”.

وتابع “أريد دفن ابني في قبر وأن أزور هذا القبر، وهذا أبسط حقوقي كأب، لا أريد أن يحتجزوا جثمان ابني في ثلاجة أو مقبرة أرقام”.

برج عسكري إسرائيلي قرب البلدة
برج عسكري إسرائيلي قرب البلدة

بدوره، قال محمد مصلح من سكان القرية : إن “بلدة عزّون في حالة توتر مستمرة منذ الانتفاضة الأولى، ولكن إجراءات الجيش الإسرائيلي تصاعدت ضد القرية منذ الحرب على قطاع غزة، حيث فرضت إسرائيل إغلاقًا مستمراً على البلدة”.

وأضاف مصلح، أن “البلدة محاطة بـ 5 مستوطنات وجدار فصل عنصري وبوابات حديدية على جميع المداخل، وعادة تقوم قوات الجيش الاسرائيلي بفرض إغلاق كامل على البلدة؛ ما يؤثر على جميع مناحي الحياة فيها؛ إذ عزل البلدة عن البلدات المحيطة بها وعن محيطها الجغرافي بشكلٍ عام، وهو ما أجبر سكانها على سلك طرق ترابية وعرة جداً للوصول إلى المدن والقرى الأخرى”.

وتابع “هذا يشكل خطراً على حياة سكان البلدة عند الوصول إلى ما يسمى شارع 55 الذي يسلكه المستوطنون الإسرائيليون”.

آثار إطلاق النار الإسرائيلي على محل في البلدة
ولفت مصلح، إلى وجود “نحو 150 محلاً تجارياً عند مدخل البلدة الشمالي، يتعرض أصحابها للتنكيل من قبل الجيش الإسرائيلي؛ إذ تقوم قوات الجيش بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وإجبارهم على الإغلاق، وهذا الشارع يمثل الشريان الحيوي لقرية عزّون؛ الأمر الذي شل الحياة الاقتصادية في البلدة ويفاقم من معاناة الأهالي فيها”.

من ناحيته، قال محافظ قلقيلية اللواء حسام أبو حمدي، إن “المحافظة تتعرّض منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى اقتحامات دائمة، وتشديدات بشكل يومي بنصب الحواجز على مداخل المدينة لتقطيع أوصالها، كما أن معظم القرى مغلقة ببوابات حديدية”.

وأضاف أبو حمدي: أن “بلدة عزّون هي واحدة من هذه البلدات التي عزلها الجيش الاسرائيلي وحاصرها في البوابات الحديدية؛ ما أثقل كاهل الأهالي في البلدة، خاصة أن المنطقة التي تعد تجارية في البلدة تتعرض بشكل دائم للإغلاق من قبل الجيش الإسرائيلي”.

ونوه بأن “المحافظة كلها تعاني من الحصار؛ إذ إن جدار الفصل حول المنطقة إلى سجن كبير وابتلع الأراضي الزراعية في المنطقة”.