بيشرو دزيي – رجل أعمال أم بيدق الموساد في أربيل

السياسي – كادت ليلة الإثنين أن تنتهي في أربيل دون أي استهداف للقواعد الأمريكية قرب مطار المدينة الدولي من قبل “المقاومة العراقية”، حتى هزّت أصوات قوية أرجاء المحافظة العراقية التي تقع في إقليم كردستان العراق، وبدا أنه هجوم غير مسبوق.
وبعد سماع أصوات الرصاص، وانطلاق القوات الأمنية إلى نقاط الاستهداف في ضواحي أربيل، تأكد استهداف مبنى، ووقوع ضحايا بشرية بداخله. وفي الوقت الذي استمرت فيه الهجمات على أربيل حوالي ساعة، شوهدت في تلك الأثناء صواريخ في سماء محافظة البصرة العراقية في الجنوب حيث كانت في طريقها إلى أربيل.

تقول وكالة “نور نيوز”، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن دزيي يعتبر مسؤول تصدير النفط من كردستان العراق إلى تل أبيب، فيما تتهمه جهات إيرانية أخرى بأنه “غطاء للموساد الصهيوني ومسؤول حمايتهم ودعمهم”.
شركة فالكون للأمن والحراسة الحالية، وهي امتداد للشركة الأمنية التي بدأ بها في بغداد عام 2003، حيث كان يشرف عليها دزيي، تقول مواقع إيرانية إن مقرها الرسمي في مصر وهي تعمل مع شركات لتحديد المواقع والأهداف من خلال أرقام السيارات والإمكانيات التكنولوجية الكاملة.
وذكرت وكالة أنباء “فارس”، أن منزل دزيي هو “مقر الموساد في أربيل الذي يقع على بعد 15  کیلو مترا خارج المدينة”.
وأشارت إلى أنه “تم بناؤه وكأنه منزل سياحي (فيلا) للتمويه في حين لم يتم بناء منازل قريبة منه”، لافتة إلى أنه “يعتبر ثالث مقر محصن للموساد في المنطقة وهو مبني على شكل طبقتين من الخرسانة ويضم جهاز رادار وأجهزة التنصت”.
وزعمت الوكالة مقتل 4 من كبار المسؤولين في هذا الموساد، “الذين كانوا تحت السيطرة الاستخبارية الكاملة من قبل الأمن الإيراني”، وفق حديثها.
لكن لم تعلن السلطات في الإقليم أي معلومات عن ضحايا آخرين، عدا عن بيشرو دزيي وابنته والتاجر كريم ميخائيل من مواليد 1981 وإحدى مدبرات المنزل.

وكريم ميخائيل، هو تاجر عراقي من الموصل، وحاصل على الجنسية البريطانية، وهو صاحب شركة “الريان” في العراق، ويملك أسهما في شركة سامسونغ للإلكترونيات، ويقيم في الإمارات.
وقال مقربون منه في بغداد، إنه كان يتواجد في منزل دزيي لغرض إبرام عقد مشترك لإمداد مشروع  سكني يعمل عليه الأخير بمنظومة تبريد.
المعلومات المحلية قالت إن دزيي أقام حفلا عائليا بمناسبة عودة أبنائه من الولايات المتحدة، وهو ما يفسر حجم الإصابات التي وصلت إلى 16 شخصا، في حين لم يكشف عن هوياتهم عدا أفراد عائلة دزيي، وهم زوجته وابناه.
-بغداد لم تعثر على دليل
رغم تلك الاتهامات لرجل الأعمال، الذي دفن الثلاثاء مع ابنته في أربيل، بحضور رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل، مسعود بارزاني، إلا أن لجنة بغداد المشكّلة للتقصي حول حيثيات الهجوم، لم تجد دليلا ملموسا بشأن اتهامات إيران.
وكان رئيس الوزراء العراقي، قد وجه عبر وزارة الخارجية بتشكيل لجنة برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي للتحقيق في الهجوم.

مذكرة احتجاج واستدعاء
إثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي وسلّمته مذكرة احتجاج.
وبحسب وزارة الخارجية، فقد أعربت فيها جمهورية العراق عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له مناطق في أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين وتسبب بأضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

وأكدت الوزارة أن “هذا الاعتداء انتهاك صارخ لسيادة جمهورية العراق ويتعارض بشدة مع مبادئ حسن الجوار والقانون الدولي ويهدد أمن المنطقة”، حسب بيان صادر عن الوزارة.
إلى ذلك استدعت وزارة الخارجية العراقية، سفيرها لدى طهران نصير عبد المحسن، لغرض التشاور على خلفية ما وصفته بـ “الاعتداءات” الإيرانية الأخيرة على أربيل.
ومن اللافت أن العراق، الذي يعد إيران حليفه الرئيسي في المنطقة، لجأ إلى لغة تصعيدية أكثر من أي وقت مضى، في تعليقه على الحدث، خصوصا أن الحكومة المتشكلة حاليا منبثقة من أطراف شيعية موالية لإيران.
وشددت وزارة الخارجية العراقية على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه “العدوان” بضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن.
وجاءت الضربة الإيرانية على أربيل والتي شملت 10 صواريخ على الأقل، بعد أقل من يوم على انتشار أنباء وصول 1500 جندي أمريكي إلى العراق، وفقا للإعلام الأمريكي، في حين نفت خلية الإعلام الأمني العراقية صحة تلك الأنباء.
وفي عام 2022، استهدف الحرس الثوري الإيراني مبنى عائدا لمدير شركة كار كروب، باز رؤوف كريم، قالت إنه قاعدة للموساد الإسرائيلي في أربيل، التي لا تنفك عنها هذه التهمة منذ سقوط النظام السابق في العراق.

تابعنا عبر: