السياسي – دخلت مهنة بيع أكياس الثلج في شوارع سوريا، على خط المهن الجديدة التي لم تكن معروفة قبل الأزمة الاقتصادية.
ومن النادر اليوم، أن يخلو طريق في دمشق، من باعة الثلج العشوائيين، الذين يعرضون أكياسهم على عربات، أو فوق قطع قماش ونايلون مفروش فوق الأرصفة، من أجل توفير الماء البارد للعابرين، وتزويد المنازل بالثلج.
ويزداد الطلب على الثلج في هذا الوقت من العام، بسبب درجات الحرارة المرتفعة، وعدم إمكانية الحصول على الماء البارد والثلج، من برادات المنازل، بسبب التقنين الكهربائي الشديد.
وخلال السنوات الماضية، عمد الكثيرون إلى تأسيس معامل خاصة بصناعة الثلج، معتمدين على الطاقة الشمسية بدلًا من كهرباء الدولة، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر كيس الثلج الصغير إلى أكثر من 4000 ليرة.
كما نشأت مجموعات من باعة الثلج بالمفرّق، ممن يشترون قطع الثلج الكبيرة من المعمل، ثم يقومون بقصها إلى قطع بوساطة منشار يدوي، يستخدم عادة لتقطيع الخشب.
تحذيرات صحية
وارتفعت التحذيرات مؤخرًا، من باعة الثلج على الأرصفة، بسبب عدم مراعاتهم عوامل النظافة في التعامل مع الثلج أثناء النقل والعرض والتقطيع. حيث يظهر الباعة، وهو يتعاملون مع الثلج بلا قفازات، وسط غبار الشارع وزحام السيارات.
المسن أبو ياسر، اضطر لممارسة هذه المهنة الموسمية، أملًا بالحصول على بعض المال، لكنه كثيرًا ما يتعرض للخسارة إذا لم يبع كمية الثلج بسرعة، قبل أن تذوب.
ويقول :”أراعي جميع شروط النظافة، فلا يمكنني أن أسبب الضرر لأهلي وجيراني في الحارة. لقد تقاعدت منذ زمن طويل، ولا أستطيع العمل في مهنة صعبة”.
ويبدي السكان استياءهم من منظر الباعة، وهم يستخدمون منشار الحديد في تقطيع ألواح الثلج الكبيرة الواردة من المعامل. وقام بعضهم بتقديم شكاوى إلى البلدية من أجل التدخل منعًا لانتشار الأمراض.
ويقول سامر، صاحب أحد محلات الألبسة بجرمانا،: قدمنا شكاوى بحق باعة الثلج حرصًا على الصحة العامة، لكن ما أن تغادر دوريات المكافحة، حتى يعود الباعة إلى أماكنهم ثانية”.
وعندما تقترب الساعة من الثانية عشرة ظهرًا، يبدأ باعة الثلج بإخراج معداتهم إلى الشارع، استعدادًا لموعد انصراف الموظفين، التي يسميها الباعة بساعة الذروة في البيع.
ويعمد معظم الناس إلى غسل قطع الثلج بالماء في المنزل، ويفضل آخرون الإبقاء على القطع ضمن أكياس مغلقة، ووضعها بالماء حتى يبرد، تحسبًا من الشوائب العالقة بالثلج، أو مخافة أن يكون ماء الثلج غير نظيف.