تكليف سارة الزعفراني بتشكيل الحكومة التونسية

ذكرت الرئاسة التونسية اليوم الجمعة أن الرئيس قيس سعيد أنهى مهام كمال المدوري رئيس الحكومة وعين سارة الزعفراني الزنزري خلفا له.  لتصبح بذلك ثاني امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد بعد نجلاء بودن، التي كانت قد شغلت رئاسة الحكومة بين أكتوبر 2021 وأغسطس 2023.

وقالت رئاسة الجمهورية التونسية إن رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد استقبل مساء يوم الخميس 20 مارس 2025 السيّدة سارة الزعفراني الزنزري التي كلّفها رئيس الدولة برئاسة الحكومة.

وشدّد رئيس الجمهورية في هذا اللقاء خاصة على أهمية إحكام تناسق العمل الحكومي وعلى تذليل كل العقبات لتحقيق انتظارات الشعب التونسي.

وكان كمال المدوري رئيس الحكومة المقال قد تولى منصبه في أغسطس/ آب 2024 الماضي خلفا لوزارة أحمد الحشاني، ولم تتضح بعد أسباب إقالة المدوري الذي لم يكمل بالوزارة ثمانية أشهر.

وواجهت الوزارات التونسية المتعاقبة خلال السنوات الماضية عدة أزمات كان من أبرزها تفاقم أزمات المياه والكهرباء.

وسبق للزعفراني أن تولت وزارة التجهيز والإسكان بدءا من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021 وكُلِفت أيضا بتسيير وزارة النقل.

وكتبت بوابة الحكومة التونسية في تعريفها لرئيسة الوزراء أنها حاصلة على شهادة مهندس في اختصاص الهندسة المدنية من المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس (الفرع الطويل: 6 سنوات بعد شهادة البكالوريا)

كما حصلت  على شهادة ماجستير في الهندسة الجيوتقنية من جامعة هانوفر بألمانيا.

وتسلمت الزعفراني رئاسة الحكومة خلفًا لكمال المدوري، وفي خضم تحديات اقتصادية خانقة، منها تفاقم الدَّين العام، وتراجع احتياطي العملة الصعبة، وأزمات معيشية تمس المواطن التونسي يوميًا، ناهيك عن الحاجة إلى إصلاحات هيكلية تمس منظومات التعليم والصحة والنقل.

من هي سارة الزعفراني؟
ولدت سارة الزعفراني الزنزري في 26 يناير 1963 في تونس العاصمة، وتنتمي إلى جيل من المهندسات اللواتي شققن طريقهن في ميدان ظل طويلاً حكراً على الرجال. تخرجت من المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس في اختصاص الهندسة المدنية، وهو مسار أكاديمي يتطلب ست سنوات من الدراسة بعد البكالوريا.

ثم تابعت مسيرتها الأكاديمية لتحصل على شهادة الماجستير في “الهندسة الجيوتقنية” من جامعة هانوفر في ألمانيا، متقنة إلى جانب لغتها الأم، اللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية، ما أعطاها قدرة على العمل في بيئة دولية متعددة التخصصات.

لم تكن الزعفراني طارئة على العمل الحكومي حين عُيّنت وزيرة للتجهيز والإسكان في 11 أكتوبر 2021، وهو المنصب الذي احتفظت به حتى تعيينها رئيسة للحكومة في مارس 2025، وكانت في الوقت نفسه مكلفة بتسيير وزارة النقل.

تجربة إدارية..و ثلاثة عقود
خلال 32 عامًا من العمل المتواصل في وزارة التجهيز والإسكان والبنية التحتية، ارتقت الزعفراني في سلم المسؤوليات، بداية من مهندسة أولى في إدارة الدراسات الفنية في سبتمبر 1989، وصولاً إلى منصب المديرة العامة لوحدة متابعة إنجاز مشاريع الطرقات السيارة وتحرير حوزة الطرقات في 2014، وهو المنصب الذي شغلته حتى توليها الحقيبة الوزارية في 2021.

كما تولّت مسؤوليات تقنية واستراتيجية تتعلّق بتحرير حوزة الطرقات في المدن ومراقبة إنجاز المنشآت الكبرى.

ولم يقتصر نشاطها المهني على الجانب التنفيذي، فقد شغلت عضوية مجالس إدارة لشركات استراتيجية مثل “شركة تونس للطرقات السيارة” و”شركة ميناء النفيضة”.

وساهمت أيضا في إعداد كراسات المواصفات الفنية التونسية للمنشآت الهندسية، في مجالات تتعلّق بالخرسانة المسلحة، والهياكل المعدنية، وحماية المباني من النيران والرطوبة، ما يعكس دقة تخصّصها وعمق خبرتها الفنية.

وإلى جانب مؤهلاتها الهندسية، شاركت الزعفراني في دورات تدريبية مرموقة في معهد الدفاع الوطني، ومعهد القيادة الإدارية بالمدرسة الوطنية للإدارة.

وخضعت كذلك لبرامج متقدمة في القيادة وتصرف الأزمات، وهي نقاط تُحسب لها خصوصاً في ظل وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي دقيق تمرّ به تونس، يتطلّب إدارة حكيمة وقرارات حاسمة.