تنديد تركي واسع بخطاب نتنياهو – وصمة عار

السياسي – أثار خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي موجة من التنديد والانتقادات الحادة في الأوساط التركية، وشارك العديد من المسؤولين والسياسيين الأتراك بيانات للتعبير عن رفضهم لكلمة نتنياهو في الولايات المتحدة، في ظل تواصل الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني  في قطاع غزة.

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، إن “المجتمع الذي صفق واقفا لقاتل يُحاكم أمام المحاكم الدولية، وداس على جميع مكاسب الإنسانية باسم حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة، سيبقى محفورا في ذاكرة البشرية كشريك في هذه المجزرة”.

وأضاف في ختام  تدوينة نشرها عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقا): “عار عليكم”.

من جهته، قال وزير العدل التركي يلماز تونتش، إنه “من العار على الإنسانية أن يُسمح لنتنياهو بالتحدث في الكونغرس الأميركي”.

وأضاف في تدوينة عبر “إكس”، أنه “يدين بشدة هذا الموقف الذي يضر بشكل واضح بجهود السلام والاستقرار”، موضحا أن “دعم نتنياهو وزعماء إسرائيل المدانين في الضمير الإنساني، لن يحول دون محاسبتهم أمام القانون الدولي”.

وشدد على استمرار “تركيا في الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين الذين احتلت أراضيهم منذ سنوات، والدفاع عن العدالة والإنصاف والسلام في العالم”.

بدوره، قال نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، إن “الترحيب الذي لقيه مسؤول مُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة أمام محكمة العدل الدولية في الكونغرس الأمريكي يعد مصدر قلق كبير من حيث القيم الإنسانية والقانون الدولي ومستقبل الديمقراطية”.

وأشار إلى أن تركيا “ستواصل الوقوف إلى جانب القانون الإنساني والشعب الفلسطيني المظلوم والدفاع عن العدالة والسلام للجميع”.

من جانبه، شدد وزير الداخلية التركي علي يرلي كاي، على أن “التاريخ لن ينسى الظالمين ومن صفق للظالمين الذين قتلوا الأطفال”.

ولفت في تدوينة عبر حسابه في منصة “إكس”، إلى أن “ما حدث اليوم هو مشهد مخزٍ للإنسانية”، موضحا أن تركيا “ستواصل الوقوف إلى جانب المضطهدين والأبرياء من إخواننا الفلسطينيين”.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء التركي الأسبق وزعيم حزب “المستقبل” المعارض، أحمد داود أوغلو، إنه “من غير المقبول أن يتم الترحيب برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بحفاوة بالغة في الولايات المتحدة، بعدما تسببت إسرائيل البربرية في استشهاد 40 ألفا من الفلسطينيين، وإصابة نحو ٩٠ ألف آخرين منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر”.

وأضاف في تدوينة عبر “إكس”، أن “هذا الموقف الذي اتخذه الكونغرس الأمريكي، والذي كان تحت تأثير بعض الجماعات الصهيونية، سيسجله التاريخ باعتباره وصمة عار”.

وتابع أنه “على الرغم من كل هذا فإن أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين لم يسكتوا عن ردة فعلهم على هذه المجزرة يكشفون عن رد الفعل الحقيقي للشعب الأمريكي الذي ظل يحتج منذ أيام لوقف المجزرة”.

وشدد على أن “نتنياهو، الذي طلبت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحقه، سيحاكم يوما ما ويحاسب أمام التاريخ، وأولئك الذين صفقوا له في الكونغرس الأمريكي سوف يُذكرون على أنهم متعاونون مع الإبادة الجماعية”.

بدوره، قال رئيس حزب “الرفاه من جديد” فاتح أربكان، إن “عرض الخسة الذي ظهر في الكونغرس الأمريكي هو عار على الإنسانية ويكشف بوضوح عن وجوههم الحقيقية وعقليتهم الجامحة”.

وأضاف في بيان، أن “لا أحد عاقلا سيتفاجأ بأن مرتكب جريمة الإبادة الجماعية قد حظي بالتصفيق في الكونغرس الأمريكي، الذي يمتلئ تاريخه بجرائم الإبادة الجماعية والتي تسببت سابقا في وفاة مليون مدني في العراق”.

وذكر أن “الآن اتضح مرة أخرى كم كنا على حق عندما قلنا إن الإدارة الأمريكية تحت قيادة الصهيونية، وأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون حليفنا وشريكنا الاستراتيجي”.

وفي السياق ذاته، قال الصحفي التركي كمال أوزتورك، إن نتنياهو “تحدث في الكونغرس الأمريكي عن مذبحة الأطفال التي ارتكبها، فأشادوا به”، وأضاف: “الناس مندهشون وغاضبون من هذا، ماذا توقعتم؟”.

وتابع في تدوينة عبر “إكس”: “ماذا ستفعل دولة سفكت دماء المدنيين في جميع أنحاء العالم؟، وخاصة إذا سفكت دماء المسلمين، بالطبع سيصفقون”.

والأربعاء، ألقى نتنياهو خطابه الرابع أمام الكونغرس، والذي استمر لما يقرب من 53 دقيقة قام خلالها الحضور بالتصفيق أثناء حديث رئيس وزراء الاحتلال نحو 50 مرة.

في غضون ذلك، شهد محيط مبنى الكونغرس احتجاجات عارمة شارك فيها الآلاف احتجاجا على نتنياهو وتنديدا بالجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي.

وطالب المحتجون بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، بالإضافة إلى اعتقال نتنياهو الذي يسعى مدعون في المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة اعتقال بحقه بسبب تهم بارتكاب جرائم حرب.

ولليوم الـ293 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ39 ألف شهيد، وأكثر من 90 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

شاهد أيضاً