السياسي -وكالات
هبطت أسعار أسهم عمالقة التكنولوجيا في العالم بمعدلات حادة، خلال جلسة الجمعة الماضية، وهي الأعلى منذ جائحة كورونا، فيما هوت ملكيات الأثرياء في الجلسة نفسها 134 مليار دولار جراء الهبوط الكبير في أسهم وول ستريت، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ.
ووفق التقرير تقلص صافي ثروة جيف بيزوس 15.2 مليار دولار، ما أدى إلى تراجع واسع النطاق أدى إلى محو 134 ملياراً من ثروات أغنى 500 شخص في العالم. وتراجعت أسهم شركة Amazon.com التي يملكها بيزوس 8.8 في المئة وسط عمليات بيع واسعة النطاق في السوق،مما أدى إلى انخفاض صافي ثروة بيزوس إلى 191.5 مليار، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. وتعد خسارة الجمعة، ثالث أسوأ خسارة له، بعد 4 إبريل 2019 عندما تراجعت ثروة المؤسس المشارك لشركة أمازون 36 مليار دولار بعد تسوية طلاقه، و29 إبريل 2022، عندما انخفضت أسهم أمازون 14%.
وهوت أسهم شركات «أمازون» و«ميكروسوفت» و«ألفابت» و«انتل» و«سناب شات» في جلسة الجمعة، بعد أن خيبت أرباح آمال المستثمرين في سوق المال الأميركي، حيث جاءت أرباحها أقل من توقعات السوق بعد فشلها في اثبات أن مليارات الدولارات التي أنفقها كل منها في البنية التحتية لتحقيق طفرة في الذكاء الاصطناعي ستترجم إلى مبيعات حقيقية.
وانخفضت أسهم شركة ألفابت المالكة لشركة غوغل 7.4 في المئة منذ إعلانها الأسبوع الماضي، كما انخفض سعر سهم «مايكروسوفت» في الأيام الثلاثة التي تلت نتائج الشركة الخاصة.
الرجاء قبول الموافقة على ملف تعريف الارتباط
وتراجعت أسهم «إنتل» الأميركية بأكبر قدر خلال جلسة واحدة في 50 عاماً يوم الجمعة، حيث وصلت إلى سعر الأدنى منذ 2013، بعد أن أعلنت شركة صناعة الرقائق عن فشل كبير في تحقيق الأرباح وكشفت عن إعادة هيكلة ضخمة، وانخفض السهم 26 في المئة إلى 21.48 دولار عند الإغلاق، في ثاني أسوأ يوم على الإطلاق للأسهم، بعد انخفاض 31 في المئة فقط في يوليو 1974، والذي كان بعد 3 سنوات من طرح «إنتل» للاكتتاب العام الأولي.
وتبلغ القيمة السوقية للشركة الآن أقل من 100 مليار دولار، وفق تقرير لـ «CNBC».
وهوى سهم «أمازون دوت كوم» في تعاملات جلسة الجمعة بعد أن أعلنت الشركة عن تباطؤ نمو مبيعاتها عبر الإنترنت في الربع الثاني وقالت إن المستهلكين يبحثون عن خيارات أرخص للشراء، وانخفض السهم 8.78 في المئة عند نهاية الإغلاق إلى 167.9 دولار، وكان بين أكبر الخاسرين على المؤشر ناسداك، كما خسرت «أمازون» نحو 169 مليار دولار من قيمتها السوقية.
تقليص الخسائر
ويأتي ذلك رغم ارتفاع مبيعات المتاجر الإلكترونية التابعة لـ«أمازون» 5 في المئة في الربع الثاني إلى 55.4 مليار دولار، مقارنة بنمو 7 في المئة في الربع الأول، واشتدت المنافسة من جانب شركتي «تيمو» و«شي إن» في مجال تجارة التجزئة الإلكترونية، إذ تبيع الشركتان مجموعة واسعة من السلع بأسعار رخيصة مباشرة من الصين.
من جانب آخر، قلصت «سناب»، الشركة الأم لتطبيق «سنابشات»، خسائرها إلى 249 مليون دولار في الربع الثاني من العام الجاري بعدما بلغت 377 مليون دولار قبل عام، لكن توقعاتها للربع الحالي خيّبت آمال السوق، وخسرت المجموعة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا أكثر من 17 في المئة في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك الخميس.
في غضون ذلك، اهتزت أسواق الأسهم العالمية بسبب مخاوف من تباطؤ اقتصاد أميركا، بعد أن أظهرت بيانات أن معدل البطالة في الولايات المتحدة قفز إلى أعلى مستوى في 3 سنوات وسط تباطؤ كبير في عمليات التوظيف، لتزيد المخاوف من ركود أكبر اقتصاد في العالم.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 3 في المئة (في جلسة الجمعة) مع تعرض أسواق الأسهم العالمية لاضطرابات إثر تقرير الوظائف الأميركي، وهبط المؤشر 2.7 في المئة إلى 497.85 نقطة، مسجلا أدنى مستوى في أكثر من 3 أشهر.
وتراجعت معظم المؤشرات الفرعية الأوروبية، إذ هوى قطاع التكنولوجيا 6.1 في المئة، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 2020. وخسر قطاع الشركات المالية 5.2 في المئة في حين تراجعت أسهم البنوك 4.3 في المئة لتواصل انخفاضها من الجلسة السابقة.
وأظهرت بيانات أن معدل البطالة في الولايات المتحدة قفز إلى أعلى مستوى في 3 سنوات عند 4.3 في المئة في يوليو الماضي وسط تباطؤ كبير في عمليات التوظيف، وهو ما زاد المخاوف من تدهور سوق العمل واحتمال تعرض الاقتصاد للركود.