السياسي -وكالات
نظم عدد من سكان منطقة “سبيبة” التابعة لولاية القصرين (غرب تونس) وقفة احتجاجية طالبوا فيها بإقالة والي مدينة بن عروس بسبب تسريب صوتي منسوب له، يسيء لسكان المنطقة.
وتم تداول تسريب لمكالمة بين والي بن عروس، عز الدين شلبي، وحنان بيبي المرشحة السابقة عن منطقة المروج التابعة لولاية بن عروس، استنكر فيها شلبي نجاح النائب وجدي الغاوي، رغم أنه من منطقة سبيبة وليس من أبناء بن عروس، متهما إياه بـ”بيع المخدرات”، كما أشار إلى أنه تقدم بشكوى ضده للسلطات، فيما اتهم بيبي الغاوي بشراء الأصوات.
وأثارت تصريحات شلبي موجة من الغضب لدى أهالي سبيبة، الذين اعتبروا أنها تقدم صورة سيئة عن المدينة وأبنائها، حيث تظاهر العشرات أمام مبنى معتمدية (مديرية المنطقة)، وطالبوا الرئيس قيس سعيد بإقالة شلبي، والتصدي للخطاب الذي يساهم في “تقسيم” التونسيين.
اتحاد الشغل يتدخل
ويأتي التسريب بعد أيام من فيديو مثير للجدل لوالي بن عروس خلال زيارته للإدارة المالية في بن عروس، حيث قام بتوجيه توبيخ شديد للعاملين فيها بسبب “التقصير”، وهو ما اعتبره البعض نوعا من “الاستعراض” و”الشعبوية”.
وأصدر اتحاد الشغل بيانا، اعتبر فيه أن “ما قام به والي بن عروس من عمل استعراضي فلكلوري داخل الإدارة المالية يعتبر تعديا صارخا على حرمة المرفق العام وكرامة الموظفين (…) وانحرافا بالسلطة وتجاوزا للصلاحيات التي يخولها له القانون”.
واعتبر أن “التصريحات اللا مسؤولة التي صدرت عن الوالي خلال زيارته، تمثل تهديدا جديا للسلامة الجسدية لزملائنا ومنطلقا لحملة مسعورة للشتم والتشويه وبث الإشاعات المغرضة التي قادتها بعض الأبواق المأجورة، وهدفها ضرب معنويات موظفي الضرائب، في ظل وضع مالي واقتصادي دقيق تمر به البلاد”.
وتداول نشطاء صورة لشكوى تقدم بها اتحاد الصناعة والتجارة (منظمة الأعراف) إلى الرئيس قيس سعيد، يتهم فيها والي بن عروس بالفساد.
وقال الوزير السابق محمد المسليني “الدولة لا تُدار بالشعبويّة والتشهير، وهناك أساليب أخرى يمكن من خلالها معالجة الإدارة وليس من خلال ممارسة الشعبوية وتصوير الزيارات وتوثيقها في فيديوهات”.
وأضاف “ما قام به الوالي ليس من صلاحياته وكل مصالح وزارة المالية ليست تابعة لمجال تدخّله”، مشيرًا إلى أنّ “دور الوالي والمسؤول في البلاد ليس التشهير بالناس، بل التّدخّل لمعالجة المسائل بعيدًا عن عدسات الكاميرات”.
وقبل عامين تعرّض شلبي لانتقادات واسعة بسبب صورة جمعته مع قيادات أمنية بالإضافة إلى كمية كبيرة من المخدرات المحجوزة، وهو ما دفع البعض للمطالبة بإقالته على اعتبار أنه يعرض قيادات الأمن للاستهداف من قبل مهربي المخدرات.
