ثورة بركان “إتنا” الإيطالي تثير الذعر في تونس

حسم المعهد الوطني للرصد الجوي الجدل بخصوص تأثيرات بركان” إتنا “في شرق جزيرة صقلية الإيطالية على جودة الهواء في تونس، مستبعدا أن يكون هناك أي تأثير سلبي لنشاط البركان على مناطق تونسية رغم أنه يقع على بعد حوالي 450 كيلومترا من شمال تونس.

وأكد معهد الرصد الجوي أنّ القياسات اليومية التي يُجريها توضح أن تونس ضمن الحدود الآمنة، كما أن القياسات الصادرة عن المركز الأوروبي بينتّ أن غاز ثاني أكسيد الكبريت المنبعث من البركان يبقى بعيدًا عن سطح الأرض ولا تأثير له على تونس.

وبينت المحطات المتنقلة لرصد جودة الهواء أن مستويات ثاني أكسيد الكبريت على سطح الأرض ظلت منخفضة وتكاد تكون منعدمة خلال الفترة من 3 إلى 7 يوليو 2024، أي مع بداية نشاط البركان في صقلية.

ومن جهته قال المهندس البيئي وخبير التغيرات المناخية حمادي حشاد، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، إن التأويلات التي راجت في الشارع التونسي بخصوص تأثير انبعاثات الغازات من بركان” إتنا” على جودة الهواء في تونس عارية عن الصحة.

وأوضح أن نشاط غاز ثاني أكسيد الكبريت وُجد في الشرق الليبي في مدينتي درنة وبنغازي وفي مرسى مطروح بمصر، ثم تحرك بفعل الرياح باتجاه الساحل الليبي وطرابلس مما فتح باب التكهنات بوصول غازات الكبريت إلى تونس، وهو ما لم يحصل بسبب ضعف تركيز الغازات التي وصلت إلى المدن المجاورة.

وبخصوص إمكانية تأثر السواحل في تونس بالنشاط البركاني الحاصل في إيطاليا، أكد الخبير البيئي أن النشاط البركاني دون تأثير مباشر على البحر عكس النشاط الزلزالي، كما أن “إتنا” لا يصنف ضمن البراكين العنيفة التي قد تخلف زلازل، وكل ما تؤكده عمليات الرصد في الوقت الحالي هو إفرازه لغاز أكسيد الكبريت السام الذي يتلاشى تدريجيا.

وأشار حشاد، في تصريحه لسكاي نيوز عربية، إلى أن البركان الإيطالي قد يعود للنشاط بشكل أعنف خلال السنوات القادمة.

وفي سياق ذلك أكّد أستاذ الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة أنّ ما تمّ تداوله بخصوص إمكانية حدوث تيارات بحرية تسبب حالات غرق جراء بركان إتنا الإيطالي لا أساس له من الصحّة.

وأضاف أن البركان القريب من سواحل محافظة نابل التونسية هو أكثر بركان نشط في العالم منذ آلاف السنوات وقد انطلق نشاطه منذ يوم 3 تموز/يوليو 2024 بعد 4 سنوات من السكون، وأطلق نفاثات من الحمم البركانية الساخنة غطت السماء بالدخان الأسود والرماد، ما أثار الذعر في صقلية ومخاوف لدى دول الجوار ومنها تونس.